محمد الوشيحي يكتب.. ليس بالضرورة

الجرية

آمال : ليس بالضرورة…

محمد الوشيحي

 

*ليس بالضرورة إن 'فزت' بمنصب وزاري أن تترك الغترة 'هدد'. الأمور أبسط من ذلك بكثير يا عزيزي. يمكنك حضور اجتماعات مجلس الوزراء وغترتك 'منسوفة'، يمكنك إهمال أسئلة النواب بدون أجوبة، يمكنك فتح شركة استشارية وشركة صيانة باسم أحد أقربائك أو أصدقائك، وتحيل إليهما عقود استشارات وصيانة بملايين الدنانير… باختصار، يمكنك ممارسة مهامك الوزارية المعتادة وغترتك منسوفة. تخيل.

*ليس بالضرورة أن تتحدث اللهجة الداخلية، أو (الحضرية)، لتصبح كويتياً. تحدث بلهجتك وما عليك شر. فالكويت تجمع أطيافاً مختلفة من البشر. ومنظرك وأنت تتحدث بلهجة غيرك مثير للضحك أو الغثيان، أو إحدى هاتين الإثارتين، أيهما أقرب.

*ليس بالضرورة أن تشبك أصابعك على شكل هرم مقلوب أو معتدل، أثناء حديثك، كي تبدو واثقاً بنفسك، كما يقول أساتذة لغة الجسد. يمكنك التحدث بأي طريقة تريحك مادمت تحافظ على مظهرك العام وأسلوب حديثك.

*ليس بالضرورة، إن حصلتَ على منصب كبير في الدولة، بإحدى الطرق التي نعرفها كلنا، أن تحرّك رقبتك ببطء عند التفاتك، وتتحدث بصوتٍ خفيض بطيء، كما يتحدث رامبو… يمكنك تحريك رقبتك بسلاسة، كي لا تتشنج عظامها، ويمكنك أيضاً الحديث بصوتك المعروف وطريقتك المعهودة، رعاك الله.

*ليس بالضرورة أن ترقص في الأعياد الوطنية، أو ترتدي العلم ثوباً، أو تضع باجة، أو أي إشارة تدل على وطنيتك. الوطنية أمر آخر مختلف كلياً. والشهود أربعة.

*ليس بالضرورة أن تردد، بين فترة وأخرى، أن تيارك السياسي هو الكويت، الكويت فقط، بعكس الآخرين البايخين الذين ينتمون إلى تيارات سياسية. هذه الجملة لو قلتها في أي دولة من الدول ذوات الديمقراطية الحقيقية، رموك بالبيض الفاسد وطالبوك بدفع ثمنه. هذه التصريحات، عزيزي اللطيف، تسمى في علم السياسة حمورية مركبة. فانتبه حماك الله.