هل هو اندماج أم انه بيع حصة الحكومة؟.. يتحدث زياد البغدادي عن إندماج بيت التمويل الكويتي والبنك الأهلي

النهار

زوايا- بيتك والطريق للمجهول

زياد البغدادي

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر اندماج بيت التمويل الكويتي والبنك الأهلي المتحد، ولم يكن هذا الخبر جديدا اذ تداول المتابعون للبورصة هذا الخبر منذ فترة طويلة على هيئة اشاعة ايجابية لانها ستخلق كيانا ماليا عملاقا يعطي الأمل للعودة الايجابية لسوق الأوراق المالية الذي يعيش حالة من الغيبوبة لسنوات طويلة.

الا ان النقاش حاليا لا يتعلق بايجابية هذا الاندماج وانعكاسه على السوق فقط وانما على جدوى عائد هذا الاندماج على المال العام، باعتبار بيت التمويل ملكا للحكومة والأهلي المتحد بنكا بحرينيا، وللاسف تبقى التكهنات هي المتحكم الاول في مجريات الأمور خاصة مع حكومة أعلنت نيتها بيع جميع استثماراتها في وقت سابق.

في الحقيقة لا اعلم يقينا ماذا سيحدث لأعلق عليه؟ هل هو اندماج أم انه بيع حصة الحكومة؟ او اننا امام استحواذ «بيتك» على الاهلي المتحد؟ وايضاً نحن نجهل هل حديثنا عن الأهلي المتحد الكويتي الذي يعتبر فرعا للاهلي المتحد البحريني الذي يعتبر هو الكيان الأساسي للمجموعة؟ لذا سيكون موضوع النقاش هل يحتاج «بيتك» لهذا النوع من القرارات؟ فقد تجاوز بيت التمويل الكويتي في الفترة الاخيرة الازمة التي لحقت به جراء ما يسمى بالازمة العالمية في العام 2008 والتي كشفت سوء ادارة كثير من الشركات وكانت نتائجها افلاس واختفاء العديد منها، الا ان بيتك ولأسباب عدة تجاوز تلك الازمة بعد ان قام بعدة خطوات وتخارجات معلنا بذلك اعادة صياغة سياسته الاستثمارية، فلماذا الآن؟

بكل تأكيد إن ما حدث في السنوات الاخيرة من تخارجات وقرارات بعضها كان مؤلمًا نظرا للاسعار التي تخارج بها «بيتك» من بعض الشركات ولما كان يعانيه سوق الأوراق المالية من انخفاض حاد في الأسعار كان وفق سياسة أقرها مجلس الادارة، الذي لا أشك في نجاحه في تجاوز الازمة بنجاح من خلال ارتفاع نسبة الأرباح وعودة التوزيعات التي ستنعكس بالضرورة على السعر السوقي للبنك.

ولكن هل وجود رئيس مجلس الإدارة في موقعه الحالي قد أسهم في اتخاذ مثل هذا القرار؟ وهل يمثل هذا القرار تضاربا للمصالح وخاصة وان الرئيس وعائلته الكريمة يمثلون احد كبار الملاك في البنك الأهلي المتحد؟ وهل لو لم يكن الرئيس في موقعه الحالي سيكون الاندماج فكرة قابلة للنقاش؟

اعتقد ان المستفيد الأكبر من وراء الاندماج او الاستحواذ هو الأهلي المتحد، فبيت التمويل الكويتي في وضع أفضل بكثير منه ولا يحتاج لمثل هذه الخطوة وخاصة واذا ما علمنا باستثمارات الأهلي المتحد المتمركزة في العالم العربي المريض اقتصاديا وسياسيا، ولا يجب ان نغفل تداعيات الازمة التي لحقت برئيس مجلس ادارته السابق وهو المتهم الهارب من العدالة.

اجد نفسي رافضا لمثل هذا القرار الاستثماري لقناعتي ان «بيتك» يحتاج الى خطوة أفضل وأوسع من هذه الخطوة، ولكن وبكل امانة ما يدفعني للرفض بصورة اكبر هو انني من ضمن الاغلبية التي قال عنها وزير الدولة بأنها لا تثق بالحكومة.