الحب ليس مفقودا عندنا حتى نستورده معلبا من الغرب، فلا تجعلوا له عيدا..فحوى مقالة عالية علي
زاوية الكتابكتب فبراير 14, 2009, منتصف الليل 155 مشاهدات 0
يقتلون الحب ويجعلون له عيداً
عالية علي
كيف يعرف الحب من تلطخت يداه بدماء القتلى وصم أذنيه عن آهات المعذبين في بقاع الأرض؟
هل يعرف الحب من ترك الحلال وجرى لاهثا وراء هواه باحثا عن سعادة وهمية؟
هل تنير الشموع الحمراء قلب من يستبيح العرض في ظلام حالك؟
هل تهز الورود الحمراء في يوم أحاسيس ومشاعر جفت وتبلدت لسنة كاملة؟
هل يعيد هذا اليوم القلوب المتجافية للصفاء؟
ماذا تعني للناس باقي أيام العام سوى هذا اليوم هل هي أيام كره وأحقاد؟
عيد العشاق عادة وثنية قديمة استثمرها بعض تجار الغرب من بائعي الزهور والمجوهرات والحلويات مستغلين البسطاء هناك لترويج بضائعهم..
هل كان الحب مفقودا عندنا قبل استيراده معلبا من الغرب؟
لقد عج مجتمعنا بقصص الحب والإخلاص والوفاء بين أزواج تقاسموا معا الحلو والمر واستمروا على إخلاصهم لنهاية العمر..
هل نعتبر هؤلاء متخلفين عن مواكبة التطور بمجرد أنهم نأوا بأنفسهم عن التقليد الأجوف؟
هل المطلوب منا أن نمجد من لا يعرفون الحب إلا من خلال باقة ورد وكم شمعه؟
إن مفهوم الحب في الغرب مائع وغير محدد فهو يشمل الزوجة والخليلة والصديق العابر، وقد يحمل أيضا معاني متعددة وقتيه، وفي أغلب أحواله سرعان ما يسأم كل من الطرفين تاركا صاحبه باحثا عن حب جديد..
هذه الليبرالية في العاطفة تزلزل كيان المجتمعات الغربية واستقرارها، ونلاحظ تفشيها بين مختلف طبقات المجتمع هناك من المراهق حتى الوزير.. وأجدر بهم أن يطلقوا على هذا اليوم يوم العلاقات العابرة والمجاملات الخادعة..
أما نحن في مجتمعاتنا فيكفينا فخرا التزامنا طول العام بالحب الزوجي المسؤول المليء بالمودة والرحمة.
وما أغنانا بعواطفنا السامية عن يوم ينحر فيه الحب المشروع.
تعليقات