كعادتنا في الكويت نخرج من حفرة ونطيح بالجليب.. بوجهة نظر وليد الغانم

القبس

سمو الرئيس.. إنهم يتجاوزون القانون باسمك..!

وليد الغانم

حكم الدستورية باستمرار مجلس 2016 ورفض الطعون ضده عبر بنا مطباً سياسياً عسيراً شغل به المجتمع خلال الشهور الماضية، مع ملاحظة لفتت الأنظار في طعنين على وجه الخصوص، أحدهما الذي تقدم به مرشح ووزير بالحكومة السابقة خسر الانتخابات، وكان سؤال الناس المستحق: ماذا لو نجح هذا المرشح في المجلس، هل كان سيقدم طعنه أم لا؟ والطعن الآخر الذي انصرفت المحكمة به عن الاستجابة لطلب الطاعن بالنظر في صحة جناسي بعض النواب الذين فازوا في الانتخابات لعدم اختصاصها، وتركت الباب موارباً لأي جهة قد تفتح ذلك الملف مستقبلاً.

وكعادتنا في الكويت حيث نخرج من حفرة ونطيح بالجليب، فها هو موضوع استجوابي رئيس الحكومة في انتظارنا لاستكمال مرحلة القلق السياسي إلى حين تجاوزه، وإن كانت المؤشرات داخل البرلمان توحي بأن أمور الحكومة هذه المرة سهود مهود ما لم تحدث انقلابات غير متوقعة في المواقف النيابية أو تصاب الحكومة بنيران صديقة.

ما يهمنا كمواطنين من الحكومة في هذه الاستجوابات أمران: الأول، أن تتعامل الحكومة معها بدستورية كاملة ومن دون اللجوء لأي ممارسات مبتدعة أو وسائل تصادر حقوق النواب في ممارسة دورهم البرلماني، وننبه النواب إلى الحذر من تكرار خطيئة مجلس 2013 بشطب الاستجواب، حتى لا تترسخ تلك البدعة، وتسلب نواب الأمة صلاحيتهم الرقابية.

الأمر الثاني، مراقبة ما يقوم به بعض الوزراء داخل وزاراتهم هذه الأيام من ممارسات إدارية خاطئة وتجاوزات غير مقبولة، وإصدار قرارات قد توصف تنفيعية صرفة في التعيينات والمعاملات والترقيات وخلافه بدعوى إرضاء بعض النواب الموالين للحكومة، وتمرير واسطاتهم من أجل ضمان وقوفهم إلى جانب رئيس الحكومة في تلك الاستجوابات، ولا أدري في أي قاموس للعدالة والأمانة أو أي مادة في الدستور تجيز لأي مسؤول تلك التصرفات لأي سبب كان، هذا إن صدق أولئك الوزراء في تلك التبريرات، ولم تكن الحقيقة أنهم يستفيدون من ارتباك الوضع السياسي لتحقيق مصالحهم الخاصة، متعللين بذلك الغطاء المريب.. فمن يوقفهم عند حدهم يا مجلس وزرائنا الموقر؟ والله الموفق.

إضاءة تاريخية:

«سور الفحيحيل» هو سور كبير بناه أهل الفحيحيل، وبدعم من عائلة الدبوس، بإيعاز من شيخ الكويت آنذاك المرحوم – بإذن الله تعالى – سالم المبارك، لصد هجمات القبائل عليها.. كتاب «الفحيحيل مرتع صباي» لمؤلفه عبدالرزاق السيد يوسف الرفاعي.