حرية التعبير والرأي لا تقبل القسمة لمصالح معينة!.. هكذا يرى خالد الطراح
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2017, 11:59 م 454 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- الكويت للجميع.. وتسع الجميع
خالد الطراح
بداية، نبارك مجددا للأخ مسلم البراك خروجه من المعتقل وعودته إلى حلبة المعترك السياسي.
الكويت، دولة الدستور، تميزت عبر مراحل تطورها منذ نشأتها بإنجازات ديموقراطية تاريخية أصبحت اليوم واقعا من المكتسبات التي جاءت على أياد مخلصة من الأجداد والآباء الذين ناضلوا من أجل ما ننعم به اليوم من حريات.
تاريخ الكويت حافل بمسيرة عمل وطني لا يمكن أن يتنكر له أحد، حتى للأحداث والتطورات التي لم توثق جيدا أو اجتزئ بعضها، فالتاريخ عندنا يقفز عليه البعض، فيما يحاول البعض الآخر هدم المكتسبات الديموقراطية وركوب موجة العمل الوطني للوصول إلى غايات فردية أو لمصلحة مجاميع متنفذة تستهدف ثروة الشعب!
خلال السنوات الأخيرة، شهدت الكويت اضطرابات وتعقيدات سياسية مختلفة على الصعيد النيابي والشعبي أيضاً، ليست محل فرح، وإنما هي في الواقع تطور مؤلم لدولة الدستور التي قامت على عقد سياسي واجتماعي للشعب الكويتي وأسرة الصباح الكرام.
أجزم بأن كبار رجالات أسرة الحكم ممن عايشوا مراحل نشأة الكويت وتطورها، وكذلك من شخصيات اليوم لا يتنكرون للعقد السياسي ودعم أهل الكويت لقيام الدولة والالتفاف حول الشرعية، وقد كان خير مثال ملاحم بطولية سجلها الشعب الكويتي بالداخل والخارج أيضا إبان محنة الغزو.
برغم من كل هذه الحقائق، يحاول البعض فرض واقع جديد وتشويه التاريخ، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به الشعب الكويتي وأسرة الصباح الحاكمة، فالحكمة التي رسخت العقد السياسي بين الطرفين تظل نبراسا نهتدي به مهما تعقدت الظروف السياسية.
هناك أيضا واقع مؤسف للغاية من بعض الأفراد الذين يحاولون عبر ما يملكون من نفوذ وسطوة طارئة تخريب مسار الديموقراطية، وربما قبر المكتسبات الدستورية حتى يحققوا حلما لقلة قليلة في تجميد التطور الديموقراطي، وتعطيل الرقابة والتشريع لتتحول الكويت واحة للعابثين بثروات الدولة ونشر الفساد السياسي والمالي.
مجاميع باتت تنطلق تحت مسميات مختلفة، منها من يستهدف الخير للكويت والإصلاح، ومنها من يسعى إلى النيل من المكتسبات الديموقراطية لتمزيق المجتمع من نوافذ مختلفة والثأر ممن يقف وراء المحافظة على النظام الديموقراطي، وهو تطور لافت وواقع نشهده يزداد انتشارا كالورم الخبيث!
شيوخ الكويت كان وما زال لهم احترامهم وتقديرهم من جميع فئات الشعب الكويتي وشرائحه، وكذلك رجالات وشخصيات وطنية ممن توفاهم الله ومن الأحياء أيضاً الذين ندعو لهم بالصحة والعمر المديد حتى يتقاسموا فرح الكويت في دولة الدستور والمزيد من الإنجازات السياسية.
«الكويت للجميع وتسع الجميع» كان شعار للحملة الانتخابية للأخ العزيز عبدالله الطويل في 1996، والمقصود هو أن الساحة السياسية تتسع لكل الآراء السياسية من دون إقصاء لأي طرف، فالكويت بنيت على عقد سياسي دستوري ومن ينكر هذا الواقع أو يشكك فيه عليه أن يتمعن في قراءة التاريخ جيدا!
وأي فئة تجد نفسها تحمل لونا من الدم غير الأحمر أو أصلا مختلفا عن نسيج المجتمع الكويتي، نقول لها رفقا بالكويت والتاريخ، فالخاسر الأكبر الكويت وطنا ومواطنا!
من المستغرب أن تضييق الصدور من تصريحات السجين والنائب السابق مسلم البراك، فيفترض ألا يجزع أحد من الرأي الآخر، وحق الفرد في المقاضاة واحترام قرار الآخرين كالعم أحمد السعدون في عدم مقاضاة خصومه طوال تاريخ عمله السياسي.
حرية التعبير والرأي لا تقبل القسمة لمصالح معينة!
تعليقات