من الذي منح الجنسية لمن لا يستحقها والذي سكت عن التزوير؟!.. يتسائل وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2017, 11:54 م 679 مشاهدات 0
الراي
نسمات- بلد عجيب!
د. وائل الحساوي
استوقفني رجل كبير ومحترم عند فرع لأحد البنوك وقال لي: لماذا لا تكتب عن التجنيس؟ قلت له: سأكتب بإذن الله، فقال: قل لهم حرام تعطون الجناسي للمزورين والغشاشين!! قلت له: أنا أقف مع الحق بإذن الله، منهم المستحقون الذين يجب إرجاع الحقوق اليهم ومنهم المزورون الذين لا يجب التساهل معهم أو مساعدتهم في رد الجناسي إليهم، وذكرت له بعض الاسماء، فقال: أعلم بأنكم تقفون مع المعارضة في الخير والشر!!
الحقيقة إن أمر الجناسي هو موضوع شائك، ويستحق التأمل والبحث فيه، فهنالك مزورون تمت معاقبتهم بسحب الجنسية، وهنالك معارضون لم يرتكبوا جرماً وإنما جاءوا بأعمال لا ترضى عنها الحكومة، لكنها ليست بالخطأ، وعقاب الجميع بجريرة البعض خطأ كبير ويولد الكراهية في المجتمع!!
إن السؤال المهم: من الذي منح الجنسية لمن لا يستحقها والذي سكت عن التزوير؟! الحقيقة هي إننا جميعا مشتركون في الجريمة، لكن لا يمنعنا ذلك من الثناء على ما فعله سمو أمير البلاد من إرجاع الجناسي لأصحابها والتجاوز عن أخطائهم لأن الاحتقان الذي شهدته الكويت خلال الفترة الماضية بسبب سحب الجناسي قد ولد احتقاناً غير مسبوق ساعده تحرك نيابي قوي، وتوج بإعلان سمو الأمير عن مبادرته بإرجاع الحقوق إلى أصحابها.
بالطبع فقد تعهد عدد كبير من النواب بالتوقف عن التهديد باستجواب رئيس الوزراء، وهذا شيء طيب إذا كان البعض يستسهل الاستجواب في كل مناسبة ومن دون مبرر، وإذا كان التهديد بالاستجواب هو وسيلة لجلب الانتباه وإبراز العضلات فلاشك ان ذلك خطأ كبير.
الشعب الكويتي طيب بفطرته، وحكامه طيبون ويبادلون الشعب المحبة، وتحدث أحيانا مكدرات تفسد تلك المحبة، لكن حكمة قيادتنا ومعارضينا تؤدي إلى ذوبان تلك الحواجز المصطنعة بين الشعب وحكامه!!
إن الواجب هو عدم الوقوف عند وشاية الوشاة وتكدير صفو الآخرين، وشريعتنا الإسلامية السمحاء فيها من الأمور التي تكفل دوام التعاون والمحبة بيننا، ومن يقرأ في القرآن الكريم والسنّة النبوية يجد الكثير من الآيات والأحاديث التي توجه الحكام وتوجه الشعب إلى ما فيه الخير لهم.
عسى الله تعالى أن يؤلف القلوب ويديم المحبة ويزيل الشدة والتوتر لتبقى الكويت عالية بمثلها العالية.
تعليقات