هذا العدد لا بد أن يُدق من أجله ناقوس الخطر.. يتحدث مسفر النعيس عن عدد المتقدمين لديوان الخدمة المدنية

زاوية الكتاب

كتب 575 مشاهدات 0

مسفر النعيس

الراي

صوت القلم-  الجمعيات التعاونية وتوظيف الكويتيين!

مسفر النعيس

 

لا أجد مبرراً لتزايد أعداد طلبات التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية، فآخر الإحصائيات تشير الى تجاوز العدد 21 ألف طالب للتوظيف من الكويتيين يحملون شهادات متعددة من الدكتوراه الى الابتدائية. وهذا العدد لا بد أن يُدق من أجله ناقوس الخطر، لأن الوضع غير طبيعي ويشكل قلقاً اجتماعياً ولا بد من تعديله والعمل على تخفيض الاعداد بتوفير مزيد من فرص العمل وهذا يتطلب الحزم في بعض القرارات.

فهناك 112 جنسية مختلفة تعمل في القطاع الحكومي، وتستولي على الفرص الوظيفية للكويتيين، علاوة على الآلاف الذين يعملون في المؤسسات النفطية والشركات الخاصة التي لا تهتم لتوظيف ابناء البلد، ولا تطبق النسبة المئوية لتوظيفهم والتي تلزم بها الحكومة الشركات التي ترسو عليها مناقصات الدولة. كما أن جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني لا توظف ابناء الكويت رغم أنها مدعومة بشكل كامل من الحكومة التي تُعد سخية معهم لأبعد مدى وحتى الجمعيات التعاونية لوقت قريب لم تكن توظف الكويتيين، وفي الوقت الحالي تسيطر عليها عمالة وافدة في الاعمال الإدارية والمالية، وتدفع لهم الجمعيات رواتب مجزية تفوق رواتب الكويتيين في الحكومة.

اليوم نسمع عن مبادرة أرى انها جيدة ولكن غير كافية من اتحاد الجمعيات التعاونية، تتمثل في توفير 30 ألف وظيفة في الجمعيات التعاونية، وهذا من شأنه ان يخفف من طابور الانتظار لديوان الخدمة المدنية. وكم أتمنى أن تحذو حذوه الشركات الكبرى والتي تربح الملايين ولا تدفع سوى القليل لأملاك الدولة، وأن تبادر هي الأخرى وتوفر فرص عمل للكويتيين الذين ينتظرون العمل رغم أنهم يحملون شهادات عالية. واتمنى كذلك أن يعي نواب الأمة أن دورهم ناقص وغير جاد في الرقابة على بعض القوانين التي تلزم الشركات وبعض التجار الجشعين في توظيف الكويتيين بحسب بنود العقود المبرمة معها والتي تنص على توظيف 10 في المئة من الكويتيين في أي مناقصة حكومية ترسو على الشركات، وهذا البند غير مطبق لأن هناك من يتغاضى عن تطبيق هذا الشرط الذي لو طبق لحل مشكلة الكثير من منتظري الوظائف.

فأعتقد أن كذبة بعض الشركات التي صدقتها الحكومة وبعض الإعلاميين قد كشفت، بأن الكويتيين لا يعملون، فقد كشفت برامج «السوشيال ميديا» كيف أن لديهم الاستعداد للعمل في وظائف بسيطة وفنية بحتة، فالشباب الكويتي يعمل متى ما توافرت له فرص العمل والدخل المناسب. فكم أتمنى ان يمنحوا فرصاً حقيقية ليثبتوا وجودهم وتنتهي معاناتهم في انتظار طابور الخدمة المدنية... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك