السيادة في عالمنا الراهن أصبحت للإعلام.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 499 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية-السلاح الإعلامي

ناصر المطيري

 

السيادة في عالمنا الراهن أصبحت للإعلام، فالآلة الإعلامية بكل أشكالها وتقنياتها صارت هي المحرك الأول للأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها .. والفارق بين الأحداث التاريخية التي عاشتها الشعوب العربية والإسلامية قديماً والأحداث التي تعيشها الآن هو فارق يتحكم فيه بشكل كبير تطور وسائل الإعلام والاتصال والتي انعكست على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المواطن الآن، ومن هنا يأتي السؤال حول مصداقية هذا الإعلام، بخاصة في ظل الأزمات الإقليمية، وتشابك القضايا الإعلامية مع القضايا الوطنية في شكل يومي أو لحظي، ووجود الكثير من المصالح المتصارعة والمتقاطعة.

والدساتير في كل دول العالم تضمن حرية التعبير وحرية الإعلام، بما لا يخالف بعض الضوابط في القوانين، والتي تحذر من انتهاك الحرمة الخاصة أو السب أو القذف، فالتنافس الإعلامي أصبح ضخماً جداً ووسائل الإعلام متعددة، خصوصاً مع ظهور الإعلام الخاص أو إعلام رجال الأعمال وإعلام الدول وإعلام الأحزاب وإعلام «الإنترنت»، والذي ظهر فيه ما يسمى بالصحافي المواطن، فالتحديث التكنولوجي الذي أظهر مواقع التوصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون والراديو الأكثر تطوراً هو ما أبرز فكرة السبق والتغطية المتسرعة، وهو ما قد يفقدنا مصداقية وسيلة الإعلام أو الموضوع الذي تتناوله.

ويعرف بعض الأكاديميين الإعلام بأنه : هو فن سيطرة الأقلية على الغالبية، وكلما كان لهذه الأقلية القدرة على توجيه الغالبية والسيطرة على عقلها كان هذا الإعلام ناجحاً بصورة كبيرة. فلا يوجد ما يسمى بالإعلام المحايد، لكنه موجه بصورة كبيرة ويعبر إما عن ثقافة المجتمع أو توجه الدولة أو مالكي الأدوات الإعلامية. الإعلام لا بد من أن يمتلكه المجتمع ولا يمتلكه أفراد أو دول أو غيرها. هناك حقوق للمستهلك والمشاهد على وسائل الإعلام، ففي المنطقة العربية لا يوجد أي حق للمشاهد، وبالتالي فالشركات التجارية مثلاً تدمر الثقافة العربية تدميراً مستمراً بمحاولة تسطيح هذه الثقافة عن طريق وضع إعلاناتها بصورة كبيرة في برامج مسابقات الأغاني التي لا تنتهي في المنطقة العربية أو في مسابقات وهمية تجري إشاعتها في الوطن العربي، ونحن نحمّل طوال الوقت المسؤولية إلى التعليم وننسى أنه الإعلام أو ثقافة الصورة هي الأساس الأول الذي يتلقى عبره الشخص المعلومة، فإذا كانت تميل إلى تسطيح الثقافة في الوطن العربي، فهذا يعني أنه ليست لدينا ثقافة حقيقية من الأساس.

وتكمن الخطورة في سيطرة الإعلام على تشكيل رأي المجتمع حيث اتجهت الولايات المتحدة وأعقبتها ألمانيا والصين وروسيا إلى تكوين وحدات خاصة داخل جيوشها تتعلق بحرب المعلومات وتحليلها وبثها عبر الإنترنت أو التلفزيون، والتي تُظهر قوة الولايات المتحدة في الحروب، وبالتالي سيطرة الجيش الأميركي هي سيطرة الرعب على المشاهد عبر وسائل الإعلام الأميركية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك