الأمل بمجلس الأمة في حماية لجنة مكافحة الفساد من الحل.. هكذا يرى مبارك المعوشرجي

الراي

ولي رأي- قضايا ساخنة

مبارك المعوشرجي

للفريق سليمان الفهد وكيل وزارة الداخلية، مشوار طويل ومشرف في خدمة بلده في سلك الشرطة، ودور كبير ومهم لما نحن فيه من حالة أمنية مستقرة، ولذلك جُدّد له من فترة. ولكن للعطايا حدود وللسن أحكام، ولتفصيل القوانين وليّ اللوائح - للتجديد للفريق الفهد مرة أخرى - محاذير وفتح لباب «التشرّه والتحلطم»، فإن كان الهدف هو تكريم الفريق سليمان فالأبواب كثيرة، منها تعيينه في منصب أسمى وأكبر، كوزيرأو سفير أو مستشار أو رئيس لإحدى اللجان الاستشارية العديدة في البلد، فيستمر عطاؤه وتستفيد الدولة من خبراته.

***

يقولون إن أخطر الأزمات التي مرت بالكويت أربع: معركة الجهراء، وسنة الهدامة، وأزمة المناخ، والغزو العراقي الغاشم، والخامسة هي: نقاط النادي العربي الثلاث في الدوري المحلي.

لقد تجاوزنا الأزمات الأربع الأولى بسلام، ولكننا ما زلنا محتارين في الخامسة. أزمة نشأت من خطأ موظف في إدارة اتحاد كرة القدم المعين، و«لفة» لجانه العديدة من دون حل، ثم شُكلت لجنة خليجية استشارية ومع ذلك لم يفلح الأشقاء في حلها، ورفع الأمر للوزير الجديد للشباب الذي سارع إلى تشكيل لجنة من ثلاثة قضاة.

قضية النقاط الثلاث سببت أزمة وخلافاً لمجلس إدارة النادي العربي وهجوماً على نادي الكويت الرياضي، طرفي المشكلة وضحايا الخطأ، وبدأ حديث عن انسحاب أندية من الدوري العام ما لم يوضع حل مُرض سريع لهذه المشكلة. وأخشى أن يتحقق تنبؤي عندما كتبت في مقال سابق إن الاتحاد المنتخب أوقف نشاطنا الخارجي، وأن الاتحاد المعين سينهي أنشطتنا المحلية.

***

عندما تم تشكيل هيئة مكافحة الفساد أعطيت صلاحية محاسبة كل موظف في الدولة، مهما كان منصبه أو مكان عمله، وكان هناك اقتراح أن تتبع، إما رئيس مجلس الأمة أو رئيس مجلس الوزراء، وتبعيتها الآن لوزارة العدل ما هي إلا تبعية تنظيمية فقط كتبعية المجلس الأعلى للقضاء لوزارة العدل، وتبعية ديوان المحاسبة لوزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء، لذلك من العجب أن يطالب وزير العدل باستقالة رئيس وأعضاء هذه اللجنة، أو أنه سيقيلهم، وكان من الطبيعي حقهم في الرد على تهديده بأنهم سيقاضونه إن فعل ذلك. والأمل بمجلس الأمة رئيساً ونواباً في حماية هذه اللجنة من الحل وجعل تبعيتها مباشرة لرئيس المجلس، حتى لا يفسد الفساد هيئة مكافحته.