بعد أن عجز خصوم «حماس» عن إقصائها بكل الطرق السلمية وغير السلمية، سلّطوا عليها الجزّار الإسرائيلي، الذي لم يكسر شوكتها..مقالة علي العدواني
زاوية الكتابكتب يناير 20, 2009, منتصف الليل 341 مشاهدات 0
غزّة لن تتبخر
علي غازي العدواني
لم تأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى السلطة في فلسطين من فراغ، بل جاءت نتيجة انتخابات حرة، شهد بنزاهتها أعداؤها قبل أصدقائها، فضلاً عن منظمات المجتمع الدولي وهيئاته المتخصصة. فالمفروض، إذن، ألا يعاقب الشعب الفلسطيني على اختياره قيادته.
بعد أن عجز خصوم «حماس» السياسيون عن إقصائها بكل الطرق السلمية وغير السلمية، سلّطوا عليها الجزّار الإسرائيلي، الذي لم يكسر شوكتها، فحاول كسرها من خلال قتل شعبها ومناصريها في غزة، وتدمير بناها التحتية ومرافقها الإنسانية، بكل ما يملك من أسلحة الفتك المحرمة، كقنابل الفوسفور الابيض التي شاهد العالم نارها وهي تأكل أجساد الأطفال الأبرياء وتحرق ما تبقى لهم من طحين وغذاء في مستودعات هيئة غوث اللاجئين (أونروا) وفي مدارسها، التي لم تشفع لها تابعيتها للمنظمة الدولية، فطالتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية وقذائف الدبابات أكثر من أربع مرات خلال أيام العدوان الهمجي.
هذه الطريقة المتوحشة في العقاب، حرّكت الضمير الإنساني عبر العالم كله، فالجميع دان المجزرة وحرب الإبادة التي شنتها الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. وقد وصف نائب بريطاني (يهودي) ما يحصل في غزة بالقول: «هذا يذكرنا بما فعله بنا النازيون»!.. هكذا قال الرجل اليهودي، هذه شهادته في المذبحة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.. فما بالنا، نحن العرب والمسلمين، مازلنا نختلف في المطالبة بوقف هذا العدوان فورا، بل نختلف حتى في إدانته؟!
كيف لا يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤتمر الدوحة الذي ناقش أحداث غزة، ثم يقول إن أمير قطر تجاوز الخطوط الحمراء.. ونحن نقول لعباس إن بقاءك في السلطة هو تجاوز للدستور وللشرعية الفلسطينية.. ولكل الخطوط الحمراء! إن حركة فتح لم تقبل نتائج الانتخابات وحاولت إفشالها والانقلاب عليها، إلا أن صقور «حماس» لم يسمحوا لها بذلك، والأحداث الأخيرة في غزة كشفت هذا التخاذل من قبل قيادات فتح المنتهية صلاحيتهم والذين وضعوا كل البيض في سلة الإسرائيليين وأعوانهم وهاجموا المقاومة المسلحة ضد الكيان الإسرائيلي.
يقول رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز، في تصريح صحافي، إن حركة «حماس» ستتبخر.. ونحن نقول له إن «حماس» خيار الشعب الفلسطيني، وعلى الداني قبل القاصي أن يحترم هذا الخيار ويتعامل مع الواقع ولا يقفز عليه.
كلمة أخيرة:
شكرا للإخوة الإعلاميين من صحافيين ومصورين، الذين استطاعوا نقل الصورة الحقيقية عما يدور في قطاع غزة، برغم قصف الجيش الإسرائيلي المبنى الذي يبثون منه أخبارهم وصورهم. وشكرا أيضا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي أحرجت الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي وأظهرت كذبه بالصوت والصورة أمام الرأي العام، حين حاول تحميل «حماس» مسؤولية ما يحدث.
تعليقات