الوقوف مع مأساة الشعب السوري قضية انسانية لأبعد الحدود.. بوجهة نظر عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 436 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

الراي

رسالتي - حرق الباصات... والفتنة الطائفية!!

عبد العزيز الفضلي

 

استغرب حقيقة من حملة الهجوم التي شنّها البعض في الإعلام ووسائل التواصل ضد المعتصمين أمام السفارة الروسية في الكويت، والذين عبّروا عن رفضهم واستهجانهم للجرائم التي ترتكبها القوات الروسية ضد الشعب السوري الشقيق، وبالذات في حلب المحاصرة. وقيام بعض المهاجمين بالخروج عن أدب النقد والاختلاف، باستخدامهم للألفاظ السوقية، وطعنهم في أعراض المعتصمين!

من العجيب أن يعلن بعض هؤلاء مناصرتهم للنظام الإجرامي في سورية ويفتخرون بذلك أمام الملأ بكل وقاحة. ألا يخجلون من أنفسهم؟ ألا يستحون من الوقوف في خندق واحد مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ؟

إن الإنسان السّوي يتعاطف مع المظلوم مهما كان جنسه أو جنسيته أو لونه أو دينه أو طائفته، ولذلك حرم الإسلام ظلم أي إنسان ولو كان كافراً، كما دعا إلى نصرة المظلوم ولو كان غير مسلم، ولعل في نصرة الفاروق عمر، للقبطي الذي ضربه ولد عمرو بن العاص، خير دليل.

إن الوقوف مع مأساة الشعب السوري قضية انسانية لأبعد الحدود، ينبغي أن يتعاطف معها الجميع باختلاف الديانات والطوائف.

ولكن الذي نراه للأسف أن البعض يقف مع الظالم ضد المظلوم، ويناصر المجرم ضد الضحية، ويُعبّر عن سعادته الشديدة لمعاناة أهل حلب، فقط لأن المقتول والمعذب والمشرد من طائفة أخرى غير طائفته!

هذه التصرفات الحمقاء والطائشة، هي التي تعطي مبرراً للمتطرفين في الجهة الأخرى لطرح أفكار وعبارات طائفية كردة فعل لما صدر من الجهة الأولى.

لذلك نأمل ونتمنى من كل أصحاب العداء الطائفي حفظ اللسان، وكف الأذى، وإخماد الفتنة، لأنها إذا اندلعت لا سمح الله فستأكل الأخضر واليابس، وقد ينقلب الحال لما آلت إليه الأمور في دول عربية مجاورة، فنسأل الله تعالى دوام الأمن والاستقرار.

حرق الباصات

التصرفات الحمقاء التي تمارسها بعض فصائل الثورة السورية، تجعلك تعيش في حيرة من أمر هؤلاء... هل هم عملاء أم أغبياء؟

وخير شاهد على ذلك، قيام بعض الفصائل بحرق الباصات التي كانت ستنقل المحاصرين - الموالين للنظام - في منطقة الفوعة إلى منطقة أخرى، وهو أحد بنود الاتفاق من أجل السماح للمحاصرين في حلب بالخروج من المدينة.

للأسف فإن إجلاء العوائل والجرحى المحاصرين في حلب توقف وتعطل بسبب هذا التصرف الأحمق.

لقد كان النساء والشيوخ والأطفال - وهم في البرد الشديد الذي وصلت درجته إلى تحت الصفر - يترقّبون اللحظة التي يخرجون فيها من جحيم الحصار والجوع، ليأتي من حرق الباصات ليزيد من معاناته، ويطيل فترة حصارهم!

للأسف أن بعض الفصائل تتصرف بحسب أجندتها الخاصة، من دون تعاون أو تشاور أو تنسيق مع غيرها، ولعل هذا أحد أسباب الخسائر الأخيرة في حلب، وأحد أسباب تأخر النصر.

هناك وصية قرآنية عظيمة إن لم تأخذ بها فصائل الثورة السورية فلن تقوم لهم قائمة أبدا، وهي قول الله تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

فهل تتنازل بعض الفصائل عن كبريائها وتتجاوب مع بقية إخوانها وتأخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي موسى الاشعري، حين أرسلهما إلى اليمن فقال لهما «تطاوعا ولا تختلفا»؟.

اللهم انصر أهل الحق في سورية، واحقن دماء المستضعفين، وأهلك الظلمة والمجرمين، عاجلاً غير آجل يارب العالمين.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك