الكثير من شيعة الخليج مقتنع بأن إيران لا تمثل في كل سياساتها آراء الشيعة..هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 706 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات - صوت العقل وسط الضياع!

وائل الحساوي

 

وسط هياج إعلامي، وفي مواقع التواصل للأوساط الشيعية المؤيدة لحزب الله في لبنان، احتفالاً بما يعدونه انتصاراً في حلب، تظهر أصوات شيعية تخالف السائد، وتطرح رؤية أخرى، من بين هؤلاء، الأكاديمي اللبناني المعروف، الدكتور حارث سليمان، الذي كتب مرثية «شعرية» على صفحته في «فيسبوك».

سليمان قال إن ما حدث في حلب هو «عار على الإنسانية» وسقوط لقيمها وبعد ثنائه على أهالي حلب، و«الرجال الذين قاتلوا حتى آخر طلقة، والنساء المتخوفات من الاغتصاب»، قال سليمان: العار للوحش... لكل وحش... بوتين... خامنئي... الأسد... والمرتزقة من كل أصقاع الدنيا» والراقصين طرباً للجريمة الشامتين بدماء الأطفال ودموع النساء، وفي تكذيبه لـ«النصر الذي أفرح محور المقاومة»، قال سليمان: «لن يكون لكم نصر... لا اليوم ولا في الغد...».

وأضاف: «سينهض شعب سورية، ويلاحقكم في شوارعه وشوارعكم، في بيوته المحتلة وفي بيوتكم، في مدنه المنهوبة والمدمرة وفي مدنكم»، وتابع قائلا: «كل نقطة دم سفحت سترتد نهراً من دمائكم، كل بسمة شماتة ستصبح جُرحاً في وجوهكم، كل رقص على جثث الضحايا سيتحول مأتماً في مجتمعاتكم».

وختم الكاتب اللبناني قائلاً: «لقد زرعتم موتاً... ودماراً... وحقداً.. وتوحشاً... فانتظروا مواسم قطافه».

خليل حيدر!

 

كما كتب «خليل حيدر» الكاتب الكويتي المعروف مقالات عدة حول الموضوع نفسه، ومنها مقالة «شيعة الكويت... ومغامرات السياسة الإيرانية» قال فيها: «كيف استطاع التشيع السياسي وتيار حزب الله و«الثورة الإسلامية» أن تختطف آراء وعواطف الشيعة في المنطقة الخليجية والعربية بهذه السهولة؟

لماذا لا نسمع صوتاً معارضاً لبعض السياسات الخارجية الإيرانية، وبخاصة تلك التي يدفع عموم الشيعة خارج إيران ثمنها، أو موقفاً فاصلاً معها، ليدرك الجميع أن السياسات الإيرانية لا تمثل آراء كل الشيعة في العالم العربي؟

الكثير من شيعة الكويت والعراق والبحرين ولبنان والسعودية مقتنع بأن إيران لا تمثل في كل سياساتها آراء الشيعة، وأن سياسات هذه «الدولة الإسلامية» منذ عام 1979، تعرض مصالح الشيعة في بلدانهم العربية والعالم كله لمخاطر سياسية وعزلة اجتماعية وربما لتهديدات وأعمال انتقامية، كما رأينا في حادث الحسينية بالمملكة العربية السعودية، وكما نرى في نسف مساجد الشيعة في باكستان، وما نقرأ ونتابع في قنوات التلفاز والانترنت والصحافة والمكتبات وفي تفجيرات بيروت، ولكنك لا تكاد تسمع لهؤلاء المعارضين أو المتحفظين صوتاً أو احتجاجاً أو موقفاً معارضاً أو ناقداً أو حتى محتجاً ومنبهاً لعامة جمهور الشيعة ممن يُساقون إلى تعصب طائفي خطير بين هؤلاء كما لا يخفى، وبخاصة النخبة الدينية والسياسية والمالية والاجتماعية والثقافية، آلاف الأطباء والمهندسين والفنيين والأكاديميين ورجال الأعمال وشيوخ الدين والشخصيات السياسية والثقافية والكتاب والإعلاميين.

غير أنهم، إلا نادراً، بلا صوت ولا اعتراض ولا نقد لأي ممارسة سياسية إيرانية، مهما كانت تمس مصالحهم أو صورتهم السياسية أو علاقتهم مع بقية المواطنين والمذاهب، كما هو متبلور ومكشوف في المنطقة الخليجية ولبنان وسورية والعراق والبحرين، منذ أكثر من عشرين سنة فمن يستطيع أن يدافع عن خطأ إيران البارز في خلق «حزب شيعي مسلح» في لبنان على الرغم من إرادة الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، بات اليوم يتحكم في استقرار لبنان ومصيره، بعد إدخاله في حرب ضد إسرائيل دمرت مصالح كل اللبنانيين؟، ومن يجد مبرراً للوقوف مع نظام بعثي متسلط على شعبه منذ عقود، يقتل الشعب السوري ويدمر مدنه بلا رحمة، ويشتت النساء والأطفال والشيوخ في مخيمات تركيا ولبنان والأردن؟، وإذا كانت إيران قد أسست حزب الله في لبنان لمجابهة إسرائيل فلماذا تم إجبار هذا الحزب على العمل كأداة عسكرية إيرانية في سورية ضد مصالح الشعبين السوري واللبناني، وبشكل وضع سائر شيعة العالم العربي في وضع محرج، وأمام عشرات الأسئلة التي لا جواب عنها، وأخيرا وسط كراهية وعداوة طائفية ضد الشيعة، ستدفع ثمنها خلال سنوات طويلة من المشاعر المتوترة».

نرجو أن تكون تلك المقالات المهمة نبراساً لجميع الذين يبحثون عن الحقيقة في ذلك العالم المضطرب!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك