العلاقات الثنائية بين الكويت والسعودية تزخر بصفحات من المواقف المشرفة
محليات وبرلمانديسمبر 6, 2016, 2:50 م 819 مشاهدات 0
أجمع سياسيون واعلاميون سعوديون اليوم الثلاثاء على أهمية العلاقات الثنائية بين المملكة ودولة الكويت والتي تزخر بصفحات من المواقف المشرفة في تاريخ البلدين وتعد نموذجاً يحتذى به في بناء العلاقات الدولية. وذكروا عبر لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان قيادة كلا البلدين حريصة على المضي قدماً نحو ترجمة عراقة العلاقة التاريخية إلى عمل موحد في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وأكدوا أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة الكويت للقاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ستشكل دفعة قوية لعلاقات أخوية راسخة ومتماسكة. وقال عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد عبدالله آل زلفة أن «الزيارة تعد امتداداً طبيعياً لعلاقات أخوية واجتماعية راسخة ومسيرة متميزة من التعاون والتنسيق المشترك حول قضايا الأمتين العربية والإسلامية في المحافل الإقليمية والدولية». وأضاف «لقد ظل التطابق في المواقف السياسية والرؤى المشتركة حيال الكثير من القضايا الإقليمية والدولية شواهد مميزة لطبيعة العلاقة بين البلدين». وذكر الدكتور آل زلفة أن خصوصية العلاقات الثنائية برزت بصورة جلية من خلال الموقف السعودي المساند للكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها أثناء الغزو العراقي عام 1990. وحول زيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة الكويت أكد الدكتور آل زلفة أنها تمثل تعزيزاً للعلاقات العميقة بين البلدين وستفتح قنوات جديدة للتعاون الثنائي والتنسيق المشترك على المستويين الإقليمي والدولي. ومن جانبه، رأى سفير النوايا الحسنة بالأمم المتحدة والعلاقات الإنسانية محمد الحمادي في حديثه لـ (كونا) أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للكويت تكتسب أهمية بالغة لكونها تأتي في ظل تحديات كبيرة سياسية واقتصادية وأمنية تحيط بمنطقة الخليج تتطلب التشاور والتنسيق المشترك للتعامل معها. وتوقع أن تكون محاولات التدخل الإيراني في شؤون دول مجلس التعاون أحد أبرز التحديات التي ستكون حاضرة في المباحثات بين قيادتي البلدين إضافة إلى قضية الإرهاب والتطورات في سورية والعراق واليمن والأوضاع الاقتصادية الناجمة عن هبوط أسعار النفط. وأكد الحمادي الحرص الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وأخوه سمو أمير دولة الكويت لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك ومعالجة أي عقبة تعترض مسيرة مجلس التعاون. من جانبه، قال رئيس مركز الشروق للدراسات الاستراتيجية الدكتور عبدالرحمن باعشن لـ (كونا) أن العلاقات السعودية - الكويتية تميزت في مداها الزمني والتاريخي منذ تأسيس الدولتين بالتعاون والتنسيق المشترك الذي أصبح سمة غالبة على هذه العلاقات حتى اليوم. وأشار إلى دور البلدين في المنطقة وحرصهما الدائم على المحافظة على الأمن والاستقرار وبذل كل الجهود والمساعي لتجنيب المنطقة أهوال الأزمات والحروب فضلاً عن وقوفهما في خندق واحد للحد من التدخلات الإقليمية في شؤون دول الخليج بوجه خاص والمنطقة العربية عموماً. وأكد باعشن أن الترابط الوثيق بين البلدين انعكس ايجاباً في انتهاجهما سياسات خارجية متقاربة وتحقيق درجة عالية من التنسيق الاستراتيجي بينهما على جميع المستويات الإقليمية والدولية. من جهته، أكد رئيس التحرير المساعد في صحيفة (الحياة) السعودية سعود الريس لـ (كونا) أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة الكويت تكتب فصلاً جديداً في مستقبل العلاقات الأخوية والتعاون الثنائي المشترك بين البلدين الشقيقين. وقال الريس أن التحديات الحالية في المنطقة تحتم على دول الخليج أن تبذل المزيد من الجهد نحو تطوير مستوى التعاون والتنسيق المشترك على المستوى الثنائي والجماعي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وأضاف أن منظومة الأمن الخليجي المشترك تواجه متغيرات دولية وإقليمية في غاية الأهمية أبرزها تزايد محاولات التدخل الإقليمية في الشؤون الداخلية لدول المجلس وتهديد أمنها واستقرارها واستهداف تماسكها الاجتماعي. وأكد أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة الكويت في تشكيل رؤية مشتركة حيال الملفات ذات الاهتمام المشترك وكيفية مواجهة التطورات الإقليمية والدولية والتصدي لكل ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال الريس أن دولة الكويت أثبتت التزامها التام بالمشاركة في تفعيل العمل الجماعي الخليجي المشترك سياسياً وعسكرياً في مواجهة الأزمات الخارجية وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة كعضو في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وكذلك في استضافتها المشاورات السياسية على أرضها سعياً لحل الأزمة اليمنية. من جهته، أكد رئيس تحرير صحيفة (الرياض بوست) الإلكترونية سلطان السعد القحطاني في تصريح لـ (كونا) أن زيارة خادم الحرمين لدولة الكويت امتداد للعلاقات الراسخة بين البلدين وتتويج للجهود المبذولة وتعزيزها في جميع المجالات الثنائية المشتركة. وشدد على ضرورة التنسيق السعودي - الكويتي المشترك حيال الملفات الإقليمية والدولية كونهما لاعبين مهمين في المنطقة التي تشهد الكثير من التوترات التي تستهدف الاستقرار. وأشار القحطاني إلى المشاركة الفاعلة لدولة الكويت ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وفي مهمات الدفاع عن حدود المملكة وصد العدوان عنها. كما أشار إلى الدور الفاعل للبلدين في انجاح مسيرة العمل الخليجي المشترك حيث حقق المجلس الكثير من الإنجازات حتى ارتفع سقف الطموحات بالرغبة في الاستجابة الى النداء الذي أطلقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لضرورة الانتقال من مرحلة التعاون الى الاتحاد بين الدول الأعضاء. ومن جانبه أكد الإعلامي السعودي شجاع البقمي في حديثه لـ (كونا) أن العلاقة بين الكويت والسعودية تتميز بخصوصية يعرفها القاصي والداني ظلت قوية ومتماسكة وبمنأى عن التغيرات والتقلبات رغم كل الظروف التي تمر بها المنطقة. وأوضح البقمي أن البلدين يشكلان لبعضهما عمقاً استراتيجياً من النواحي السياسية والاقتصادية وتجسد ذلك في توافق سياساتهما النفطية من خلال عضويتهما في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) مما أدى إلى نوع من الاستقرار في الأسواق النفطية والدولية. يذكر أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة الكويت تعد الأولى له منذ توليه الحكم في يناير عام 2015 وتأتي في ختام جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر إضافة إلى البحرين.
تعليقات