مرشح عيّار... وناخب محتار!.. بقلم عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 9, 2016, 12:19 ص 568 مشاهدات 0
الراي
رسالتي- مرشح عيّار... وناخب محتار!
عبد العزيز الفضلي
الرغبة الجامحة لدى بعض المرشحين للوصول إلى كرسي البرلمان، سواء من نواب سابقين أو مرشحين جدد، تجعهلم لا يتركون وسيلة متاحة بين أيديهم إلا واستخدموها، من دون اعتبار لمشروعيتها أو حرمتها، ومن دون مبالاة إن كانت ستنتقص من مكانتهم، أو حتى ربما تجعلهم أضحوكة في الدواوين أو وسائل التواصل.
فبريق الكرسي الأخضر يجعل بعض المرشحين ينبهر، فلا يرى ما حوله من محاذير.
بعض المرشحين يلجأ في ندواته إلى عبارة: تكفون لا تخلوني. وآخرون إلى رمي العقال، معتمدين على أنها من أسرع طرق تحفيز الناخبين من أجل دعمه ومناصرته والتصويت له.
وعادة يُرمى العقال أو يُقال: تكفون، في حال كون الإنسان في ضيقة مالية، أو وقعت عليه مصيبة ويحتاج لمن يقف معه لرفعها، لكن للأسف أُسيء استخدامها مع الاجواء الانتخابية.
بعض المرشحين من النواب السابقين، تخاذل عن الوقوف مع مصالح الشعب في مناسبات عدة، من مثل التصويت في البرلمان السابق مع القوانين التي تضر المواطنين كقانون: رفع أسعار البنزين، والبصمة الوراثية، وتمديد الحبس الاحتياطي وغيرها.
ولكي يُكفّر عن خطيئته، فإنه يسعى لإنجاز بعض المعاملات الخاصة للناخبين كي يُلجم أفواههم عن نقده أو محاسبته.
ومرشحون آخرون يستخدمون الرشوة في شراء الأصوات، وقد تُقدّم على شكل هدايا عينيّة ثمينة.
وبعضهم يقدم أموالا ويُسمّيها مساعدة اجتماعية!
ونتساءل، أين هذه المساعدات خلال السنوات الماضية، ولماذا لم تُقدّم إلا هذه الأيام؟ ولماذا لا تقدم إلا لمن هم في الدائرة الانتخابية نفسها؟
بعض المرشحين يثير النعرات القبلية والعصبية الجاهلية أيام الانتخابات كسباً لحميّة قبيلته، بينما كان في الفترة الماضية متجاهلاً أبناء قبيلته، هاجراً لمناسباتهم الاجتماعية.
لا أعلم إن كانت حيل بعض المرشحين ستنطلي على بعض الناخبين، وهل سينسى الناخبون المواقف المتخاذلة للنواب السابقين؟
بعض الناخبين اليوم أصبح في صراع داخلي: أيهما يقدّم مبادئه أم مصالحه؟ وهل يختار الأصلح أم ابن القبيلة؟ هل يختار النائب المعارض الصادق الذي قلبه على البلد، ولو خسر بعض مصالحه الشخصية وتعطّلت معاملاته، أم يختار النائب الحكومي البصّام، الذي يُنجز له المعاملات، ولو كان ذلك على حساب ضياع البلد، والتضييق على مصالح الناس؟
هناك عبارة جميلة قرأتها لأحدهم تقول: «قد تحتاج للنائب الفاسد مرة أو مرتين في حياتك... وهو يحتاج لصوتك مرة أو مرتين ليسرق حياتك وحياة أبنائك والأجيال القادمة»
أعتقد أنّ من حكّم ضميره، وراقب ربّه، لن يختار إلا من يغلب على ظنه بأنه القوي الأمين.
في الأجواء الانتخابية، بدأت تظهر بعض المواقف المعيبة في حق بعض أصحاب التوجهات الإسلامية، ومنها السعي في دعم الحملة الانتخابية لبعض المرشحين الحاليين وقد يكون بعضهم نوابا أو وزراء سابقين، والمعيب في موقفهم أنهم ينظرون إلى مصالح جماعتهم أو جمعيتهم أو مصالحهم الشخصية، على حساب معايير القوة والأمانة والنزاهة التي ينبغي أن تكون من مواصفات نائب مجلس الأمة القادم.
فهل هذا هو المنهج الذي سار عليه «سلف» الأمة في الاختيار؟
تعليقات