الأجواء الانتخابية ملوثة وغير سوية وفيها الكثير من الممارسات غير الأخلاقية.. برأي يوسف حجي

زاوية الكتاب

كتب 414 مشاهدات 0


النهار

قلم جاف- «خبز خبزتيه يالرفله اكليه»

يوسف حجي

 

توجت حالة التلوث التي تشهدها العملية الانتخابية الحالية لدينا باعلان وزارة الداخلية القبض على ممثل لأحد المرشحين يقوم بشراء الأصوات في مكتب للمحاماة، وما يلفت في هذه الحالة ليس الحادثة نفسها بل ان من المواد المحرزة في القضية كتاب الله القرآن الكريم، أفلم يعلم هؤلاء الذين يقومون بشراء الذمم أن عملهم محرم شرعا ومذموم خلقا وعرفا في المجتمع؟

هذه الحالة تؤكد أن الأجواء الانتخابية للأسف ملوثة وغير سوية وفيها الكثير من الممارسات غير الأخلاقية والدخيلة على المجتمع الكويتي، هذا بالاضافة الى الأعمال التي يجرمها القانون ، فقد انتشرت الفرعيات في أغلب الدوائر، وتفشى بشكل ملحوظ شراء الذمم وتنوعت طرقه، ويتم وعلى عينك يتاجر انجاز لمعاملات غير قانونية، كما أن البعض يقوم بالطرح القبلي والطائفي وحتى الفئوي، ويؤسفني أن أشير الى مشاهدتنا لمقرات نسائية بالاسم وهي مختلطة فعليا.

الناخب هو سيد الموقف في هذه المرحلة من العملية الانتخابية، وبسهولة يمكن أن نلحظ أن أغلب الناخبين مشاركون في ظهور مثل هذه السلبيات، بل إن الكثيرين منهم يخططون وينظمون لحالة الفساد التي تشهدها العملية الانتخابية.

بعد كل هذا وبعد أن تحط الانتخابات رحالها، وبمرور أشهر قليلة أو سنة من انطلاق الفصل التشريعي القادم نجد الكثيرين من المواطنين يبدأون بالتحلطم ويدعون ان نواب المجلس باعوهم وأن المجلس ضعيف وبجيب الحكومة، وقوانينه ضد الشعب ودوره الرقابي غير موجود والفساد زاد والسرقات صارت على عينك والتنمية بح والخدمات طار بالهوي شاشي، ولكل هؤلاء أود القول كما يقول المثل الكويتي «خبز خبزتيه يالرفله اكليه» فالمجلس ونوابه اختيار الشعب وتشكيلته هي من اختيارنا، وهذا التحلطم يعني أن اختياركم كان لأناس يمكن أن يبيعوا البلد من أجل حفنة من الدنانير، أو من أجل تخليص معاملة غير مستحقة أو من أجل دعم طائفي أو قبلي، فمن سنتحلطم عليهم غدا هم اختيارنا أصبحوا نوابا بأصواتنا، ولم تقم الحكومة بتعيينهم فعليك.

آن الاون أن يتجسد وعينا بحسن اختيارنا وأن نستوعب الدرس من المجالس السابقة التي تحول أغلب نوابها الى مناديب وتجار وفاز بعضهم بمناقصات مليونية وربما مليارية، وسمح هؤلاء النواب لموس الحكومة أن يحلق لحيتنا نحن الشعب، وأن تدخل الحكومة يدها في جيوبنا، واعتقد أن آخر المجالس المنحلة أثبت ذلك.

كم أتمنى أن يخيب الناخبون ظني ويحسنوا الاختيار بعيدا عن المحسوبيات وشراء الذمم والانتماءات القبلية والطائفية ولننتخب جميعا الكويت.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك