السياسة الأميركية سياسة مصالح تسير وفق نظام استراتيجي مؤسسي لاتتغير.. هكذا يرى ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 9, 2016, 12:17 ص 341 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- الانتخابات الأميركية والرهان العربي
ناصر المطيري
عندما انتخب الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما ابتهج العرب «بسذاجة» باعتباره ذا جذور اسلامية وعلقوا الآمال أن يكون نصيرا لقضاياهم، وكان الاحتفاء العربي بالرئيس أوباما ملأ الأوساط الاعلامية آنذاك وتمت دعوته لمحاضرة كبرى في جامعة القاهرة مع بداية ولايته الأولى.
ولا ندري هل هي غفلة أم تغافل لدى عربان الشرق الأوسط عن السياسة الاستراتيجية الأميركية التي تقوم على منهج مؤسسي ثابت من حيث أولويات المصالح الأميركية في الشرق الأوسط؟ كان على العرب أن يعوا أنه مهما كانت جذور الرئيس الذي يصل للبيت الأبيض فانه لن يولي اهتماما للعرب على حساب اسرائيل الحليف التقليدي الذي تلتزم الادارات الأميركية المتعاقبة بأمنه الاستراتيجي..وبالفعل جاءت الصدمة الأولى لبني يعرب في الزيارة الأولى للرئيس أوباما الى اسرائيل ووقوفه أمام حائط المبكى.
وشيئا فشيئا يتبدد الحلم العربي الطامح لأحضان البيت الأبيض، وتستمر سياسة أوباما المدمرة للمنطقة حيث نشرت أميركا الصراع الطائفي ووضعت لايران موطئ قدم في العراق واتسمت سياسة أوباما بالبطء والضعف تجاه قضايا المنطقةً، وانتهى الأمر بأن أدارت أميركا ظهرها للعرب ويممت وجهها تلقاء طهران فتعمقت جروح الخليج واندلعت الحروب وتأججت الصراعات الطائفية في العرق واليمن وسورية..
لذلك من الغباء السياسي أن يراهن العرب اليوم على أي من المرشحين الأميركيين للرئاسة بين هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب.. فنلاحظ أن هناك حماسا لدى بعض الأنظمة العربية لدعم هيلاري كلينتون يقابله تخوف من توجهات وتصريحات ترامب المعادية للعرب والمسلمين.
الحقيقة الواقعية أن كلا المرشحين لن يكون أفضل من الآخر بالنسبة لنا، حيث ان هيلاري الديموقراطية سوف تواصل سياسات سلفها أوباما التي أضرت بالمنطقة ولاتزال، وكذلك ترامب لن يكون أفضل حالا، فبالنسبة للعرب والمسلمين الانتخابات الأميركية هي اختيار بين سيئ وأسوأ.
ولعل أبلغ تعبير يعكس صدق ما نرى، مانشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية على صفحة غلافها قبل أيام حيث وضعت صورتي مرشحي الرئاسة الأميركية يلطخ وجهيهما الطين في اشارة للفضائح المتبادلة بينهما خلال الحملة الانتخابية، حيث نشر كل منهما غسيل الآخر بالنسبة للقضايا الشخصية والقضايا السياسية المتعلقة بالصراع في المنطقة ووجود «داعش» ومن صنعها والتوجهات السياسية نحو تغير تحالفات الادارة الأميركية لصالح ايران على حساب أمن ومصلحة الدول العربية والخليجية.
الخلاصة أن السياسة الأميركية سياسة مصالح تسير وفق نظام استراتيجي مؤسسي لاتتغير بتغير من يجلس في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، لذلك من الخطأ الاستراتيجي أن يراهن العرب «بسذاجة» مرة أخرى على أي من المرشحين.
تعليقات