الكويت مازالت تعاني مشكلات مزمنة رغم بساطتها مقابل الإمكانيات الهائلة.. هكذا يرى عبد الهادي الصالح
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2016, 12:29 ص 611 مشاهدات 0
الأنباء
أصل البلاء أنجع الدواء
عبد الهادي الصالح
ممارسة الشعب الكويتي بإرادته لانتخاب مجلس الأمة التشريعي والرقابي مفخرة لا شك فيها. ولكن هل حقق المجلس طموحاته؟
تجربة الانتخابات الدستورية عندنا عمرها أكثر من خمسين عاما، أنجبت وجوها نيابية وتكتلات مختلفة المشارب، متعددة الأفكار، ومتنوعة المواقف. وخلقت رموزا من ذوي العقول الراجحة، ومن ذوي العواطف الجياشة، ومن ذوي السطوة النافذة، وبالصوت العالي تارة وبالنبرات الهادئة تارة أخرى. وعبر تجارب متعددة لقوانين الدوائر الانتخابية العشرة، والخمسة والعشرين، وأنظمة التصويت المتعددة من العشرة وحتى الصوت الواحد! وبمقتضى ذلك تباينت العلاقة مع الحكومات بين الشد والجذب، والنعومة والخشونة، وفترات من الاحتقانات والانبطاحات! يعني جربنا كل شيء!
لكن البلاد مازالت تعاني مشكلات مزمنة رغم بساطتها مقابل الإمكانيات الهائلة التي نمتلكها، وتعمق خطر الانقسام الفئوي، يغذيه التوتر والعنف الإقليمي.. حتى تراكمت السلبيات بمستوى عال، حجبت من ورائها كما من الإنجازات الكويتية الجميلة والرائعة!
عنوان تلك المشاكل مسمى واحد «الفساد المالي والإداري»! فامتد إلى مفاصل الدولة بما فيها مجلس الأمة نفسه! فأرهق البلاد وقهر العباد. ومعها أصبحت وعود كثير من المرشحين شبه زائفة، تتكرر مع كل انتخابات الفصول التشريعية، وتحولت أبواق المقرات الانتخابية، ومعها الأدوات الرقابية داخل مجلس الأمة، إلى مجرد وسائل تنفيس عما يكتم في صدور المواطنين من تذمر وآلام وحسرة!
ليس ذلك دعوة للتشاؤم أو اليأس، ولكن للإشارة إلى أصل البلاء، وهو باختصار عدم وجود الإرادة الوطنية الجادة والشاملة، لقلع الفساد من جذوره، ولشل أيدي المنتفعين منه والمتنفذين! ومعه يعرف أنجع الدواء!
تعليقات