البرلمانات هي أفسد المؤسسات على مستوى العالم وليس في البلاد العربية.. هكذا يرى صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 433 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- السلطة الغائبة

صالح الشايجي

 

البرلمانات هي أفسد المؤسسات على مستوى العالم وليس في البلاد العربية فقط ولا في الكويت وحسب.

السبب في ذلك أن معظم الذين يسعون إلى الكرسي البرلماني، هم من أصحاب الطموح في التميز من خلال السلطة والمال والجاه والشهرة والصلة بالرؤوس الكبيرة والقيادية في بلدانهم. وهي بلا شك عوامل مغرية ومثيرة، تنقل الشخص من عالم العدم إلى عالم يتلألأ ويتبهرج ببذخ.

ثم إن الشخص البرلماني هو سياسي محمي ومحصن بعكس السياسي الرسمي أو الحكومي التنفيذي الذي لا يتمتع بسقف يحميه من مقصلة العزل أو العقوبة.

إن سلطة الاستقواء لدى البرلماني تجعل الوزير في مرماه وتحت رحمته، وكثيرا ما يستغل البرلمانيون الفاسدون وليس جميع البرلمانيين، هذه السلطة لتحقيق المغانم والمكاسب السياسية وحتى المالية.

العالم المتقدم العريق في ديموقراطيته والذي لا يخلو أيضا من برلمانيين فاسدين، هو أقل تسامحا وأكثر شدة مع البرلمانيين الفاسدين، لذلك يقل عدد الفاسدين البرلمانيين هناك، ثم إن الآليات السياسية هناك هي أقرب الى الديموقراطية مما هي عندنا في البلاد العربية، وهذا ما يساعد على تقليص مساحة الفساد لديهم، بينما هي عندنا مساحات شاسعة لا تحدها حدود ولا تقف في وجهها سدود.

لقد ربط الكثير من البرلمانيين العرب، العمل البرلماني بالثروة وبحصد المال وتحقيق المصالح والمنافع الشخصية، فأثرى الكثيرون منهم وحققوا أرقاما فلكية دونما حسيب حاسبهم ولا رقيب راقبهم، بل إنهم بقدر ما تزيد أرصدتهم، يزيد أنصارهم وتكثر أصوات ناخبيهم، وكأنما هم ينالون جوائز فسادهم وخيانتهم لما جاؤوا من أجله ولحنثهم في القسم الذي أقسموه.

إن السلطة الشعبية المراقبة لأداء البرلمانيين وتتبع مسارات أدائهم في البرلمان، هي سلطة غائبة أو مغيبة إراديا لا قسريا، فما الذي يمنع مجموعة مستنيرة مخلصة في كل دائرة انتخابية من تشكيل سلطة شعبية رقابية على أداء برلمانيي دائرتها، لتبقى كالسيف المصلت على رقبة النائب تحاسبه أولا بأول كلما ساء أداؤه أو اشتبه بتحقيق مصلحة خاصة له.

إن وجود مثل هذه السلطة سيؤدي إلى تحسين اداء النائب وإلى قطع دابر فساده أو التقليل منه على الأقل.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك