من الآفات الانتخابية خلف الوعد والعهد.. كما يرى عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2016, 12:27 ص 505 مشاهدات 0
الراي
رسالتي-الانتخابات... والضرب تحت الحزام
عبد العزيز الفضلي
مع احتدام التنافس على الفوز بمقعد العضوية في مجلس الأمة الكويتي، تكثر بعض الآفات الانتخابية، والتي يتخلى فيها العديد من المرشحين والمؤيدين لهم عن شرف المنافسة، ويلجأون إلى أساليب تُعرف بـ «الضرب تحت الحزام».
وهي أساليب يسعى فيها بعض المرشحين إلى الإساءة أو الانتقاص من خصومهم ومنافسيهم كي يصرفوا الناس عن تأييدهم والتصويت لهم، ومعظم هذه الأساليب مرفوض شرعا وخُلقا.
فالكذب على المنافس واتهامه بما ليس فيه آفة انتخابية معروفة، وهو بهتان مُحرّم، يقول الله تعالى «ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرْمِ به بريئا فقد احتمل بُهتانا وإثما مبينا»، ولمّا نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الغيبة، قيل يا رسول الله أرأيت إن كان فيه ما نقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتّه».
وتدخل في الأمر الإشاعات غير الحقيقية وترديدها، وفي الحديث: «كفى بالمرء كذبا أن يُحدّث بكل ما يسمع».
ويزداد الكذب شناعة حينما يلازمه الحلف بالله تعالى، وهذه يمين تسمّى بـ «الغموس» وهي تغمس صاحبها في النار، لأنه جمع بين الكذب والحلف بالله تعالى، وهو أسلوب يستخدمه البعض من أجل تأكيد معلومة مغلوطة على منافسه.
والواجب على من سمع إشاعة أو خبرا من طرف ضد آخر أن يُطبّق قول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوما بجهالة، فتُصْبحوا على ما فعلتم نادمين».
ومن أسوأ الأساليب: محاولة تتبع عورات الخصم والعمل على نشرها وفضحها، خصوصا التي لا تدخل في العمل السياسي، كالبحث عن الأمور الشخصية والعائلية.
وقد توعد الرسول عليه الصلاة والسلام من يتتبع العورات بقوله: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا الناس، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنه من تتبّع عورة أخيه المسلم، تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته».
ومن الأساليب المُستهجنة إثارة الفتنة والخلاف والتنازع بين الأطراف المتعددة، من أجل تفكيك وحدتهم، فيلجأ إلى نقل الكلام بين الناس وقد يصاحبه الكذب، يقول عليه الصلاة والسلام «لا يدخل الجنّة نمّام»
والنمّام من ينقل الكلام بقصد إفساد ذات البَيْن.
من الآفات الانتخابية، خلف الوعد والعهد، فالله تعالى أمر الناس بالوفاء فقال «وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا»، ولذلك كل من أخلف في وعده، أو غدر في عهده فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين، كما جاء في الحديث المشهور «آية المنافق ثلاث...».
ومن الآفات الانتخابية رؤية بعض الناخبين وهو يتنقّل بين المرشحين وكل يوم تراه بوجه وفكر يختلف عن اليوم الذي قبله، يتغير بتغير المكان أو المرشح الذي يزوره، فمرّة سلفي ومرة ليبرالي، ومرّة يهاجم الطائفية، ومرّة يشعل فتيلها.
يأتي للمرشح المعارض فيُثني على طرحه، ويرفع الصوت بتذمّره من الأوضاع، ثم يزور المرشح الحكومي ويردد في ديوانه: «الله لا يغيّر علينا»!
يصدُق في هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وتجدون شرّ الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
نسأل الله تعالى أن يحفظنا ومن يقرأ من التلطخ بالآفات الانتخابية، وأن يعيننا على حفظ ألسنتنا، والتمسك بوصية نبيّنا «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
تعليقات