صراع الدم والنفوذ في سوريا يدخل فصوله الأخيرة.. بوجهة نظر ضاري الشريدة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 7, 2016, 12:28 ص 394 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم - صراع الدم
ضاري الشريدة
صراع النفوذ والدم الذي أصبحت سورية مسرحا له، يبدو أنه بدأ يدخل فصوله الأخيرة بسبب فض المحادثات الأميركية - الروسية حول سورية، خصوصاً بعد أن تكشفت العديد من الأمور، أهمها، تحطم القوانين الدولية والمعاهدات التي لم تعد تحترم، وسيادة المنطق القديم في معالجة المشكلات السياسية الشائكة، والتي تعتبر القوة هي الحل الأوحد لحلها وحسمها.
لا يزال العالم اليوم غير ملتزم أي قوانين أو أي حلول ديبلوماسية، والمحادثات والمفاوضات التي تجرى في جنيف والأمم المتحدة وبعض العواصم العالمية، لا يتمخض عنها سوى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، وإطالة عمر نظام سيئ قتل وشرد شعبه كالنظام السوري، الذي يستميت حلفاؤه بالدفاع عنه بغرض فرض الوجود، وخلق تيار مضاد لأي تحركات غربية وأميركية، سلبية كانت أم إيجابية، رغبة منهم في القضاء على ظاهرة الأحادية القطبية التي سادت العالم لسنوات عدة بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق.
أنا على يقين بأن الفائدة الاقتصادية التي يجنيها الروس وحلفاؤهم من بقاء نظام كنظام بشار الأسد، محدودة جداً، وبالإمكان الاستعاضة عن هذه الفائدة بأضعافها لو تم الاتفاق بين الكبار على رحيل الأسد وتوقيع اتفاقات اقتصادية مع العديد من دول المنطقة، والتي تملك بكل تأكيد ما لا يملكه الأسد، وإرسال قوات دولية لحفظ أمن واستقرار سورية بعد الأسد. ولكن كما أسلفت، القضية هي فقط لإثبات الوجود وفرد العضلات واستعراض القوة، لتذكير الخصوم بالوجود واستعادة أمجاد قديمة بائدة، وإحياء للحرب الباردة التي بدأت في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
ما ذكرت هو مجرد تحليل لا أكثر، مع أملي وأمنياتي بأن تجد القضية السورية طريقها إلى الحل، ليس من أجل الولايات المتحدة أو روسيا، ولا من أجل العرب وجامعتهم، بل من أجل الأبرياء من الشعب السوري، الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في تلك الصراعات الدولية.
وخزة القلم:
المشاجرات الطلابية في الجامعات بسبب الانتخابات، تثبت بأن ثقافتنا الديموقراطية لا تزال تراوح مكانها ولم تتطور، بدليل أننا لا نزال غير قادرين على تقبل الاختلاف.
تعليقات