هادي بن عايض يكتب .. أفكاري بين مكة ودبي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 7, 2016, 12:26 ص 417 مشاهدات 0
الأنباء
مقام ومقال- أفكاري بين مكة ودبي
هادي بن عايض
التفكير بصوت مسموع سلاح ذو حدين إما أن يكون داعما كبيرا لأفكارك وخطوة من خطوات نجاحها وترجمتها إلى واقع أو سببا لقتل هذه الأفكار في مهدها حتى تجد من يؤمن بها غير محيطك والمقربين منك.
في السنوات السابقة انشغلت بالتفكير في عدد من الأفكار حول تطوير خدمات مناسك الحج والعمرة وطرحت بعض هذه الأفكار على مجموعة من المقربين والأصدقاء وكانت هذه الأفكار فرصة للضحك والنكتة، ورغم محاولاتي لإقناع البعض منهم كان سلاح السخرية والتهكم أقوى لتكون تلك هي المرة الأخيرة التي أطرح فيها مثل هذه الأفكار وتنتهي معها محاولتي الأولى.
الأفكار التي طرحتها ودفنت في الديوانية بسبب أصدقائي كان من ضمنها فكرة أن يكون الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عربات معلقة إلكترونية تكون مبرمجة لسبعة أشواط وتكون مكيفة ومزودة بنظام صوتي للأدعية التي يرددها الحاج والمعتمر أثناء الطواف والسعي.
الفكرة الأخرى كانت لمعالجة الازدحام مقابل الحجر الأسود وهي نقطة الالتفات إلى الحجر ورفع اليد والدعاء حيث يزداد الزحام للبحث عن اللون الأخضر والمكان المناسب والنقطة المحددة للدعاء، وهنا الحل بسيط وسهل بأن تكون نوعية الرخام الموجودة في هذه المنطقة مختلفة عن بقية رخام أرضيات الحرم بحيث تكون خشنة الملمس ويمكن للحاج أو المعتمر معرفة وقت الالتفات والدعاء بمجرد ملامسة قدميه لرخام مختلف وهنا لا يحتاج إلى البحث أو الوقوف وتنساب الحركة أكثر.
هذه الأفكار وغيرها انتهت بعد سيل التعليقات وحدتها التي كان من أبرزها قول أحدهم باستهزاء يهدف إلى نسف الحوار تماما: «شرايك يحطون الجندول بعد؟»، رغم أن أحدهم قال بجدية فقط أحتاج إلى رأي المفتي حول هذه الأفكار، وهنا تختلف العقول إلا أن الأول انتصر على الثاني للأسف وانتهى الحوار ولم نذهب للمفتي.
اليوم يتكرر معي نفس التفكير ولكن بطريقة مختلفة وفي موقع آخر هو إمارة دبي والتي تعمل لتكون المدينة الذكية الأولى في العالم، الفكرة التي أعكف على دراستها توفر الكثير من الجهد والمال وتضبط كثيرا من الجوانب الأمنية بصورة لم تحدث في العالم من قبل، وإن كانت هذه الفكرة بالغة الصعوبة وتحتاج إلى جهود عملاقة إلا أنها في عقول المبدعين ليست أمرا مستحيلا، وخصوصا في ظل التطورات العالمية المتلاحقة، ومع أفكاري الجديدة لن أكرر نفس الخطأ الأول ولن أستخدم سلاح التفكير بصوت مسموع، فإما أن تطرح هذه الأفكار على من يستطيع تنفيذها أو تبقى بعيدا عن محدودي التفكير بحجج واهية.
هذه الفكرة لا سبيل لطرحها إلا من خلال لقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعرضها أمامه بطريقة علمية، وهو ما أسعى إليه خلال الفترة القادمة لتكون على الأقل لبنة أولى لبناء نظام جديد يجعل دبي المدينة الذكية فعلا في الجانب الأمني تحديدا والجهة الأولى لتسويق هذه الفكرة إلى العالم، ونصيحة لكم «ابتعدوا عن التفكير بصوت مرتفع» إلا مع من يستحق... هذا ودمتم.
تعليقات