عبد الأمير التركي يحلم بحكومة تفتح كل الملفات التى أفسدت حياتنا سياسيا واجتماعيا، وتنقذ الكفاءات الكويتية من بين أنياب النواب، لكنه يأسف أن هذه الأحلام وغيرها لن تتحقق على أيدي‮ ‬وزراء فقدوا تاريخ صلاحياتهم
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2009, منتصف الليل 540 مشاهدات 0
ليتهم يحلمون مثلنا!
عبد الأمير التركي
في بداية العام الميلادي الجديد يحق لنا ان نحلم من أجل وطننا، وان نحلم لحياتنا وان نطلق الأماني في اتجاه ان تتحقق، وهي بالمناسبة ليست من الأماني المستحيلة.
نحلم الآن ان الحكومة الجديدة قد تم الإعلان عنها بعد هذه الولادة القيصرية، وقد أنجبت 10 توائم من الوزراء الجدد - وزراء بتي بقراطيسهم - وبما ان التغيير في الحكومة المقبلة بهذه النسبة العالية يظل حلما الا ان بمقدورنا ان نحلم، فليس هناك في الدستور مادة واحدة تمنعنا أو تحرم علينا الحلم! إننا نحلم من أجل الوطن واستقراره، ولا نعتقد ان حلمنا سيتحقق على أيدي وزراء فقدوا تاريخ صلاحياتهم، ولا فائدة ترجى منهم، وسيكونون كما عهدناهم مجرد »فترينات« في قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة، فهؤلاء لن يحققوا حلمنا، بل سيصلبونه مثلما صلبوا أحلامنا السابقة على خشبة اللجوء الى روح التخلي والى رغبات التسويات السياسية مع فعاليات مجتمعنا المدني كافة.
لن يتحقق حلمنا الا بحكومة تحكم وتستخدم صلاحياتها الدستورية بكل جرأة وتعسف كما يفعل غيرها. ولن يتحقق حلمنا بحكومة جديدة غالبية أعضائها من وزراء الحكومة السابقة، وسيكون وضعها ليس في مصلحة وجودها ولا في مصلحة هيبتها ولا في مصلحتنا نحن كمحكومين، فالحكومة التي نحلم بها هي الحكومة التي تعرف كيف تسترد صلاحياتها الدستورية، وحين تستردها ستنصف كل المواطنين الكويتيين وستنقذ كل كفاءاتهم العالية من أنياب النواب الطارئين على العمل السياسي والوطني، وستخرجهم من بين أرجل المتداولين وهي حين تفعل ذلك تكون قد حققت لنا ما كنا نحلم به، وقد أخذت الخطوة الأولى في اتجاه اصلاح كل شيء في هذا الوطن الذي نحلم من أجله، باعتبار ان الحكم ملح الأرض ومن دونه لا يستقيم شيء.
نحلم بحكومة جديدة، ليس من بين أعضائها من أتحفونا بمشاركتهم في الحكومة السابقة والذين دفعت بهم أحزابهم وتياراتهم وتكتلاتهم، ليحتلوا مقاعد ليسوا أهلا لها، فنحن نحلم بحكومة قادرة على الزام نواب الأمة بأن يلتزموا بصلاحياتهم الدستورية، أن يلتزموا تحديدا بالتشريع وبرقابة أعمال الحكومة وقيادة ناخبيهم قيادة صالحة والتحضير لمستقبلهم بأفضل القوانين التي تمنع عنهم هبوب رياح الاستحقاقات المستقبلية.
نحلم بوقفة صادقة مع النفس ليعرف كل منا من هو وما إمكاناته، وماذا يساوي، وأي مكانة له في مضمار العلوم والمعارف وذلك حتى لا يتجرأ الجاهل على العالم والعاجز على القادر، وحتى يستوي حق الطموح على خلفية القدرة بينما هذا الحق الآن منتهك باستوائه على حق الوساطة يقوم بها نواب الأمة وأصحاب النفوذ.
نحلم بحكومة جديدة قادرة على المبادرة بفتح ملفات كل القضايا المفتوحة، والتي تفسد علينا حياتنا السياسية والاجتماعية، أولها ملف »الداو« ومحاسبة كل من ساهم وطبل وزمر لتلك الصفقة المشبوهة، وملف المصفاة الرابعة، وملفات القطاع النفطي بأكملها، وملف أزمة بنك الخليج وأبطالها، والذي تشكلت لأجله لجان متخصصة ولم نعد نسمع عنها أي خبر.
نحلم بقدرة قادرة على اطلاق الفرح في هذا الوطن بعد ان سفح دمه بيد الحكومة السابقة والمجلس الحالي معا.
ليتهم يحلمون مثلنا ويجتمعون في الثالث عشر من يناير، وان يكون بند الحلم على جدول أعمالهم ويبدأون معنا مسيرة الفرح والحرية والديمقراطية والانفتاح ويعيدون الى نظامنا جوهره الاجتماعي المعتدل والمنفتح على الفرح والغناء وعلى كل الشعوب والثقافات.
تعليقات