حكومتنا لاتجيد قراءة احتياجات الشارع الكويتي وطلباته، ونوابنا أيضا يجهلون كيف يتعاملون مع الشارع ويبنون مواقفهم واتجاهاتهم على ما يسمعونه في بعض الدواوين والمجالس..مقالة ماضي الخميس
زاوية الكتابكتب يناير 12, 2009, منتصف الليل 430 مشاهدات 0
الدائرة الضيقة
ماضي الخميس
الأمور ليست على ما يرام.. ولا تسير حسب ما نشتهي. لا أظن أن الأيام المقبلة ستكون أفضل من تلك الأيام الصعبة والعسيرة التي مضت. لا أريد أن أنثر حبرا من التشاؤم على هذه المساحة البيضاء، ولكن واقع الحال لا يشي بأننا على خير .. ولا توجد مؤشرات تدل على أننا نسير في الاتجاه السليم.
لدي يقين بأن الحكومة لا تجيد قراءة احتياجات الشارع الكويتي وطلباته، ولا تستطيع تلبية رغباته، أو الوصول في المحصلة إلى تحقيق تطلعاته. وهذا واضح في حالات كثيرة. لكنني أستغرب جدا من أن يكون أعضاء مجلس الأمة بعيدين أيضا عن فهم الشارع واستيعاب تطلعاته. كثير من الأعضاء الذين يرجعون مواقفهم وقراراتهم إلى رأي الشارع، يجهلون كيف يتعاملون معه، وما هي توجهاته.. خاصة أن بعض النواب يبنون مواقفهم واتجاهاتهم على ما يسمعونه في بعض الدواوين والمجالس، وبالتأكيد لا يمثل كل ما يسمعونه رأي أهل الكويت جميعا.
الشارع اليوم مل ّبالتأكيد كل هذا الخصام بين الحكومة والبرلمان، ويتطلع إلى اللحظة التي تنتهي فيها تلك الخصومة وتعود خيوط الوصل مرة أخرى للتفكير حول مصلحة الوطن العريضة، والخروج من الدائرة الضيقة التي حصرنا أنفسنا فيها أو حصرنا البعض فيها.. لافرق.
هناك مشاريع وآمال وطموحات تداعب خيال المواطن الكويتي تستحق أن تكون على خطة التنفيذ، والشارع الكويتي يستغرب اهتمام أعضاء مجلس الأمة في قضايا معينة دون أخرى.. يستغرب مثلا كيف أنهم يحملون سيف المحاسبة بحدة، فيغضون طرفهم عن كوارث وسرقات وتجاوزات كبيرة تمارس أمامهم ليل نهار.. ويطلقون في المقابل تصريحات عشوائية في كل اتجاه، ضد الحكومة وبعض وزرائها، رافعين شعارات براقة وملتهبة، ولا يرون الجرائم الفادحة التي ترتكب أمام أعينهم.
على نوابنا العودة إلى الطريق السليمة. وإذا أرادوا فعلا الإصلاح.. إذا أرادوا فعلا محاربة الفساد، فذلك لا يكون بالخصومة والعناد والتصعيد، بقدر ما يكون بالتفاهم والتواصل والحوار .. ولا أظن أن الحكومة تغلق أبوابها أمام هكذا أمور .. ودمتم سالمين.
تعليقات