عبد الأمير التركي يحلم بحكومة تفتح كل الملفات التى أفسدت حياتنا سياسيا واجتماعيا، وتنقذ الكفاءات الكويتية من بين أنياب النواب، لكنه يأسف أن هذه الأحلام وغيرها لن تتحقق على أيدي‮ ‬وزراء فقدوا تاريخ صلاحياتهم

زاوية الكتاب

كتب 546 مشاهدات 0



 

 
ليتهم‮ ‬يحلمون مثلنا‮!‬     
عبد الأمير التركي

في‮ ‬بداية العام الميلادي‮ ‬الجديد‮ ‬يحق لنا ان نحلم من أجل وطننا،‮ ‬وان نحلم لحياتنا وان نطلق الأماني‮ ‬في‮ ‬اتجاه ان تتحقق،‮ ‬وهي‮ ‬بالمناسبة ليست من الأماني‮ ‬المستحيلة‮.‬
نحلم الآن ان الحكومة الجديدة قد تم الإعلان عنها بعد هذه الولادة القيصرية،‮ ‬وقد أنجبت‮ ‬10‮ ‬توائم من الوزراء الجدد‮ - ‬وزراء بتي‮ ‬بقراطيسهم‮ - ‬وبما ان التغيير في‮ ‬الحكومة المقبلة بهذه النسبة العالية‮ ‬يظل حلما الا ان بمقدورنا ان نحلم،‮ ‬فليس هناك في‮ ‬الدستور مادة واحدة تمنعنا أو تحرم علينا الحلم‮! ‬إننا نحلم من أجل الوطن واستقراره،‮ ‬ولا نعتقد ان حلمنا سيتحقق على أيدي‮ ‬وزراء فقدوا تاريخ صلاحياتهم،‮ ‬ولا فائدة ترجى منهم،‮ ‬وسيكونون كما عهدناهم مجرد‮ »‬فترينات‮« ‬في‮ ‬قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة،‮ ‬فهؤلاء لن‮ ‬يحققوا حلمنا،‮ ‬بل سيصلبونه مثلما صلبوا أحلامنا السابقة على خشبة اللجوء الى روح التخلي‮ ‬والى رغبات التسويات السياسية مع فعاليات مجتمعنا المدني‮ ‬كافة‮.‬
لن‮ ‬يتحقق حلمنا الا بحكومة تحكم وتستخدم صلاحياتها الدستورية بكل جرأة وتعسف كما‮ ‬يفعل‮ ‬غيرها‮. ‬ولن‮ ‬يتحقق حلمنا بحكومة جديدة‮ ‬غالبية أعضائها من وزراء الحكومة السابقة،‮ ‬وسيكون وضعها ليس في‮ ‬مصلحة وجودها ولا في‮ ‬مصلحة هيبتها ولا في‮ ‬مصلحتنا نحن كمحكومين،‮ ‬فالحكومة التي‮ ‬نحلم بها هي‮ ‬الحكومة التي‮ ‬تعرف كيف تسترد صلاحياتها الدستورية،‮ ‬وحين تستردها ستنصف كل المواطنين الكويتيين وستنقذ كل كفاءاتهم العالية من أنياب النواب الطارئين على العمل السياسي‮ ‬والوطني،‮ ‬وستخرجهم من بين أرجل المتداولين وهي‮ ‬حين تفعل ذلك تكون قد حققت لنا ما كنا نحلم به،‮ ‬وقد أخذت الخطوة الأولى في‮ ‬اتجاه اصلاح كل شيء في‮ ‬هذا الوطن الذي‮ ‬نحلم من أجله،‮ ‬باعتبار ان الحكم ملح الأرض ومن دونه لا‮ ‬يستقيم شيء‮.‬
نحلم بحكومة جديدة،‮ ‬ليس من بين أعضائها من أتحفونا بمشاركتهم في‮ ‬الحكومة السابقة والذين دفعت بهم أحزابهم وتياراتهم وتكتلاتهم،‮ ‬ليحتلوا مقاعد ليسوا أهلا لها،‮ ‬فنحن نحلم بحكومة قادرة على الزام نواب الأمة بأن‮ ‬يلتزموا بصلاحياتهم الدستورية،‮ ‬أن‮ ‬يلتزموا تحديدا بالتشريع وبرقابة أعمال الحكومة وقيادة ناخبيهم قيادة صالحة والتحضير لمستقبلهم بأفضل القوانين التي‮ ‬تمنع عنهم هبوب رياح الاستحقاقات المستقبلية‮.‬
نحلم بوقفة صادقة مع النفس ليعرف كل منا من هو وما إمكاناته،‮ ‬وماذا‮ ‬يساوي،‮ ‬وأي‮ ‬مكانة له في‮ ‬مضمار العلوم والمعارف وذلك حتى لا‮ ‬يتجرأ الجاهل على العالم والعاجز على القادر،‮ ‬وحتى‮ ‬يستوي‮ ‬حق الطموح على خلفية القدرة بينما هذا الحق الآن منتهك باستوائه على حق الوساطة‮ ‬يقوم بها نواب الأمة وأصحاب النفوذ‮.‬
نحلم بحكومة جديدة قادرة على المبادرة بفتح ملفات كل القضايا المفتوحة،‮ ‬والتي‮ ‬تفسد علينا حياتنا السياسية والاجتماعية،‮ ‬أولها ملف‮ »‬الداو‮« ‬ومحاسبة كل من ساهم وطبل وزمر لتلك الصفقة المشبوهة،‮ ‬وملف المصفاة الرابعة،‮ ‬وملفات القطاع النفطي‮ ‬بأكملها،‮ ‬وملف أزمة بنك الخليج وأبطالها،‮ ‬والذي‮ ‬تشكلت لأجله لجان متخصصة ولم نعد نسمع عنها أي‮ ‬خبر‮.‬
نحلم بقدرة قادرة على اطلاق الفرح في‮ ‬هذا الوطن بعد ان سفح دمه بيد الحكومة السابقة والمجلس الحالي‮ ‬معا‮.‬
ليتهم‮ ‬يحلمون مثلنا ويجتمعون في‮ ‬الثالث عشر من‮ ‬يناير،‮ ‬وان‮ ‬يكون بند الحلم على جدول أعمالهم ويبدأون معنا مسيرة الفرح والحرية والديمقراطية والانفتاح ويعيدون الى نظامنا جوهره الاجتماعي‮ ‬المعتدل والمنفتح على الفرح والغناء وعلى كل الشعوب والثقافات‮.‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك