سلق القوانين بنواقصها وعيوبها هدفه التكسب السياسي.. كما يرى محمد المطني

النهار

نقش- «عافية»... فنكوش!

محمد المطني

 

 

«عافية» بطاقة تأمين المتقاعدين التي أشغلتنا في الأيام الماضية ما بين أخبار عن عدم شمولها أمراضاً عديدة مشهورة ومنتشرة بين كبار السن وما بين أخبار تنفي ذلك ، لم يكلف أحد المسؤولين في وزارة الصحة نفسه عناء الرد والتوضيح للرأي العام حول ما يشاع وينقل عن هذه البطاقة ، سبات عميق بعد الاحتفال بتدشينها وكأن إطلاقها هو الغاية لا علاج الناس وتقديم خدمة جديدة لمن خدم البلد سنوات عديدة.

التأمين الصحي للمتقاعدين جاء تنفيذاً لقانون تم التصويت عليه ومناقشته في اللجان المتعددة، مر على أطباء وسياسيين وهدفه تقديم خدمة علاجية للمتقاعدين، لنكتشف بعد كل هذه الصيحة وضوضاء التكسب أنه يقدم الخدمة للمتقاعدين في ثلاثة مستشفيات فقط بناء على تصريح وزير الصحة في يوم تدشين البطاقة.

سبب وجود هذه العيوب والنواقص إن أردنا تجميل العبارة ليس التطبيق ولا التشريع ولكنه استعجال كل منهما للتكسب السياسي ولو جاء الإنجاز منقوصا ومشوها ومضراً ولا يحقق الغاية الأساسية المعلنة من وجوده فحصد الإنجازات ولو كانت وهمية أهم من حل المشكلات وتقديم الخدمات.

السياسيون يريدون مادة تستر وجه تساهلهم في تمرير هذا الكم الهائل من القوانين دون نقاش ولا بحث ولا تمحيص ، مادة يواجهون بها الناس ويستعرضون بها إنجازاتهم ولا مشكلة عندهم في أن تكون هذه المادة على حساب كبار السن ونقطة ضعفهم مادامت تستر وجوههم وتضمن لهم الاستمرار والنجاح مرة أخرى.

إن كان ما يثار عن بطاقة «عافية» صحيحاً فهذا يعني أن التأمين الصحي للمتقاعدين لن يقدم إضافة حقيقية في العلاج وأن من صوت على القانون ومرره دون اهتمام في التفاصيل والشروط هو المسؤول عن خداع الناس وتضليلهم واللعب على مشاعرهم في موضوع حساس يتعلق بصحتهم ورعايتهم بعد كل هذه السنين وهو أمر يجب الكف عنه والتوقف عن التكسب السياسي الذي يبتز الناس في حاجاتها عن طريق قوانين يكتشف المجتمع عند تطبيقها أنها فنكوش جديد كباقي الفناكيش التي وعدنا بها رجال السياسة.. تفاءلوا.