فمن يدفعكِ من ظلمة هذا الضيق؟!.. خلود الخميس متحدثة عن حلب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2016, 12:31 ص 456 مشاهدات 0
الأنباء
أيا حلب ... حلبوكِ
خلود الخميس
في عنق الأرض، تقع حلب ... فمن يدفعكِ من ظلمة هذا الضيق؟!
شاهدتُ في التلفاز تقريراً لطفل يبكي لعبته المدفونة ويزيل بيديه المعصومتين عن وجهها الغبار.
رأيتُ امرأة يتمخّضُها التراب ليدفعها خارج أسلاك حديدية سقطت تحتها بعد أن تهدم المبنى.
وسمعتُ رجلاً هرماً، جف وجهه من الجوع يسأل: ألا من يطيع النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ : إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ؟!
وتابعتُ مذيعة تبث أخباركِ وهي مكتحلة متبودرة ومحمرة الشفاه ! أليس هذا لون دماء الرضَّع؟!
فعجبتُ ! كيف لمعتدّة أن تتزين؟! ألسنا في حداد رحيلك بمن فيكِ؟!
ثم انتقلتُ لقناة أجنبية فإذا بمن ينقل أحداث إفنائك مباشرة منكِ مرتب الشعر بقميص «مكويّ» وبمعصمه ساعة تلمع!
فتحتُ برامج التواصل الاجتماعي وبدأت بحسابات الدعاة والعلماء ومشايخ الإسلام، فالحمد لله وجدتُ «بوستات» تلهج بالدعاء على الظالمين، وبعدها وقبلها صور حضورهم ولائم لأولئك الظالمين!
وذهبتُ لحسابات الساسة، فلله الحمد لقيتُ الكثير من الشجب والاستنكار والرفض لسياسات الدول التي تدكّكِ، وبعدهم وقبلهم صور مشاركتهم بقطع كعكة احتفالات أعياد سفارات تلك الدول!
أغلقتُ كل شيء.
وعدتُ لتوثيق لأفلام، فأنا إعلامية، ولا يوجد أصدق من الصورة كانوا كذلك يقولون قبل «الفوتوشوب» وأصحابه المزورين!
فحاولتُ التحقق من صدق المشاهد، وجمعتُ الأفلام القصيرة لأجعلها في فيلم واحد وثائقي بعنوان واحد فلم أجد ما يلائم إلا اسمك: حلب.
وأعدت عرض الفيلم لأتأكد من صلاحيته للنشر، فنهضتُ مرعوبة من النتيجة!
أحلبوكِ يا حلب هكذا على مسمعنا ومرآنا ونحن نوثق ؟!
جلستُ وقلت لحلب : لا بأس ... لا بأس، فجدتي البسيطة كانت تقول : «الجنة تبي ناس، والنار تبي ناس».
فلحليبك الجنة ولمن حلبكِ سقر
أمِّنوا رحمكم الله ... أمِّنوا
فقد اقتربت مساحتنا هنا من النهاية، وبلغنا النقطة عند نهاية السطور
وما زال العلماء يدعون على الظالم ويعودونه إن مرض ويأكلون على سفرته!
ولم يعد للسان شاعر سوى نظم مرثية واحدة على ديار الإسلام وتغيير الاسم فقط!
ولا لكاتب إلا سرديات الألم وأمنيات المستحيل وملء المساحات البيض.
ولا لمصور سوى التحقق من أن جيوبه مملوءة بأجهزة حفظ ذات ذاكرة كبيرة تتسع لكمّ مشاهد الموت!
وعلى دعاة الخذلان ما يستحقون
وللسياسيين الرجم مثل «شيخ زان»
وللحكام العار.
تعليقات