استثمار الكويتيين البدون

زاوية الكتاب

مع تزايد حالات المتفوقين وغياب الحكومة عنهم.. يكتب زايد الزيد

كتب 2129 مشاهدات 0

زايد الزيد

النهار

الخلاصة- استثمار الكويتيين البدون

زايد الزيد

 

يعرف الجميع، ان الاستثمار البشري، اصبح اليوم في العصر الحديث، اولوية قصوى عند شعوب ومجتمعات الدول المتقدمة، وان استثمار كل ما يعود بالنفع والفائدة على هذه الدول اصبح يوضع على رأس جدول اهتماماتها، والاستثمار اصبح حاضرا في تلك الدول المتقدمة سواء في التعليم او الصحة او الاقتصاد او الرياضة وغيرها من مختلف الميادين التي ترتبط بالتنمية، وتساعد في تقدم المجتمع والدولة.

ذلك ما يحدث في الدول المتقدمة، ولكن في ظل هذا كله، وعلى الرغم من امتلاك الكويت مختلف مقومات الاستثمار البشري والتنمية، الا ان غياب الاهتمام وضياع الأولويات، وهذا ناتج بالطبع عن سوء الادارة، يضيع على البلد الكثير من الفرص السانحة.

وما يقودنا اليوم الى هذا الحديث، هو غياب الاستثمار البشري في «الكويتيين البدون»، فعلاوة على مأساة القضية برمتها، والوضع المعلق من عشرات السنين من دون حل، نرى الاصرار والتحدي في ارادة الكثيرين من ابناء هذه الفئة التي ولدت وعاشت وترعرعت على ارض الوطن ولا تعرف سواه - ونحن نتحدث اليوم عن ابناء الجيلين الثالث والرابع من اخواننا وأهلنا «الكويتيين البدون» - ورغم غياب الحوافز عنهم، بل الأحرى رغم وجود الكثير من العراقيل التي توضع في طريقهم بشكل رسمي، نرى البعض منهم يتحمل عناء التكاليف الدراسية الباهظة بالخارج والظروف المأساوية التي يعيشونها، للحصول على الشهادة الجامعية، عله يجد في ذلك سبيلا لوظيفة محترمة تعينه على العيش باحترام وتكفيه شر السؤال، الا ان البعض منهم يصطدم بواقع مأساوي هنا مرتبط بشروط معينة للتوظيف ما يضيع معه تعب وشقاء سنوات الدراسة وتكاليفها الباهضة.

ولقد شهدنا حصول العديد منهم على شهادات دراسية بمختلف التخصصات ومنهم من حصل على مراكز متقدمة فيها، لكننا بالأمس شهدنا نجاحين كبيرين، فهذه ابنة الكويت احلام محمد العنزي رغم «بدونيتها» حصلت على المركز الأول بتفوق في الطب البشري على دفعتها، والثاني فهد صباح الشمري حصل هو الآخر على المركز الأول بتفوق في تخصص هندسة الكمبيوتر، والثالثة عائشة حنون الفضلي حصلت على مركز متقدم بتفوق في تخصص الطب، وغيرهم وغيرهم حالات كثيرة ربما لم تصل اخبارهم لوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بعد، وينبغي التأكيد على ان هؤلاء المتفوقين حققوا نجاحاتهم الباهرة خارج الكويت!

وأمام هذه الحالات المتفوقة من «الكويتيين البدون»، والذين لم يجدوا لهم فرصة للدراسة في الكويت، وذهبوا للخارج، فانهم اليوم يعودون لوطنهم لأنهم لا يعرفون غير الكويت وطنا آخر، آملين ان يخدموا بلدهم بكل ما يملكون من ابداعات ومواهب.

لذلك نقول: اما آن ان تكون هناك وقفة جادة لاستثمارهم قبل ان تتلقفهم ايادي الخارج لتستثمرهم، اما آن ان نفتح باب الاستثمار البشري للكويتيين البدون في مختلف الميادين ليكونوا وقوداً يشعل التطور والتقدم بدلا من استقدام طاقات بشرية من الخارج تحول اموالها لدولها، ثم تذهب بعد ان تؤدي المهمة؟ اما آن أن تصحو الجهات المعنية من سباتها العميق لتعرف ان اعظم انواع الاستثمار هو الاستثمار البشري؟

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك