الحسرة تخامر القلوب الكويتية وهي ترى أبناءها مجردين من هوياتهم.. صالح الشايجي متحدثا عن الأولمبياد

زاوية الكتاب

كتب 579 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع - «فهيد» ذهبيّ العرب

صالح الشايجي

 

حينما يتولد الفرح وتبزغ شمسه ساطعة تحيي النفوس وتجلو الهموم عن القلوب، لا تبحث عن حزن مخبّأ فتتذكره كي تبكي وأنت في فرحك.

القاعدة هي الفرح لا الحزن، والسعادة لا الشقاء.

أكتب فرحا طروبا بتحقيق البطل الكويتي الرامي فهيد الديحاني، الميدالية الذهبية في أولمبياد «ريو»، حيث أنظار العالم كله ملتفتة الى ذلك الصوب القصيّ من الأرض.

طبول الفرح يقرعها الرجال، وأغاريده تطلقها ألسنة النساء، حلّت فرحا في قلبي بنيل «فهيد» ذهب الأولمبياد، وأنا الغافل عما كان يجري من مجريات الرياضة، إنه فرح الكويت كلها وفرح العرب في غمرة هزائمهم وأحزانهم.

ليس علينا، ونحن فرحون، أن نستدعي قوائم السواد، فنسردها ونتأسى ونتحسر ونفتح ملفات اللوم والعتب المر المرير، وندق باب الأسئلة الحرجة، ماذا ولماذا وكيف؟ أو نتحسر مستدعين ليت ولو لنثبّتهما فوق أبواب الفرح.

رنين الذهب واستداد ساعد «فهيد»، لا بدّ أن ينسيانا ما وراء الحدث، ومشاكل الرياضة في الكويت، ولماذا جرت الأمور على مثل هذه الشاكلة، ولماذا حضر شبّان الكويت وشابّاتها في الأولمبياد وغابت الكويت، ولماذا حضروا ملفوفين بعلم الأولمبياد، لا رافعين علم الكويت؟

لا شك أن الحسرة تخامر القلوب الكويتية وهي ترى أبناءها مجردين من هوياتهم في مثل ذلك المحفل العالمي، الذي ترنو إليه أنظار العالم، ولكن ما يضرّ لو أننا أجّلنا التحسر حتى لا يشوب أثواب فرحنا فيدنسها.

إن الفرح غنيمة، وإن الحزن هزيمة، فلماذا نهزم أفراحنا ونحول غنائمنا هزائم، ولماذا تصير الأغاني الطروب مواويل نشيج؟!

لماذا نخرق طبول الفرح ونلوّح بعصيّها في الهواء تجاه من نلومهم ونحمّلهم مسؤولية غياب الكويت عن المحافل الرياضية العالمية؟!

لا أدعو إلى مسامحتهم وتقبّل الأمر على عواهنه الكريهة، ولكنما أدعو إلى إعطاء الفرح نصيبه في القلوب وتأجيل اللوم والعتب والتحسر.

ولـ«فهيد الديحاني» زارع الفرح وحاصد الذهب، إذ رميتَ فما رميت هدفا فأصبته، ولكنك رميت غيوم الفرح فانسكبت علينا شآبيب غمرت نفوسنا العطشى فرحا.

سلمت يا ابن وطني.. يا من رصّعت كل صدر كويتي بقلائد فرح.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك