هل يعقل بان تفرط الحكومة بإرث تاريخي؟! .. عادل الرومي مستنكرا قرار هدم مسجد الرومي

زاوية الكتاب

كتب 468 مشاهدات 0

د. عادل الرومي

النهار

نبض القلم- عاصمة الثقافة الإسلامية تهدم التراث الإسلامي!

د. عادل الرومي

 

مسجد شملان بن علي بن سيف الرومي المسمى بـ «مسجد المطبة» ، والذي بناه المغفور له شملان بن علي بن سيف الرومي  عام 1893 ميلادية ، وبعض محسني أهل الكويت . يعتبر  مسجد شملان بن علي الرومي صرح ديني وتراثي عظيم حيث بني قبل 120 سنة ، وهو احد معالم تاريخ البلد بالاضافة الي انه من تاريخ تأسيسه  وحتى قبل تاريخ قرار هدم المسجد وهو مليء بالمصلين ، و يرفع فيه الاذان والذكر كل يوم خمس مرات ، ولم يقف الا في فترة الغزو الغاشم ..

وبسبب تعديل مسار الدائري الاول فان الحكومة ممثلة في جهازها ووزارة الأشغال رأت اتخاذ قرار الهدم غير عابثة باهمية هذا الصرح التاريخي و الديني ، حجتها في ذلك بان الإبقاء علية سوف يكلف الدولة بعض الدنانير.

هل يعقل بان تفرط الحكومة بإرث تاريخي و ديني جميل تجاوز عمرة 100 عام بسبب حفنه من الدنانير ، والحكومة هي من تتفنن في ضياع مئات الملايين و المليارات بسبب سوء إدارتها و اخطائها المتكررة في إدارة البلد؟

الحكومة وللاسف مستمرة في مسلسل هدم كل ما هو جميل في البلد، الا يكفيها هدمها للخدمات الصحية المتردية، الا يكفيها هدمها لخدمات التربية والتعليم  والتي أوصلتنا الحكومة بسبب سوء قراراتها الإدارية  الى أدنى مرتبة بين الدول الخليجية بالتعليم، الا يكفيها هدمها واهمالها للطرق والشوارع التي لا نجدها حتى بأفقر الدول التي نسافر اليها في جميع أنحاء العالم ، الا يكفيها هدمها للاقتصاد و انهيار سوق الأوراق المالية الذي لم ينتعش من عام 2008 ، و ضياع مدخرات اغلب المواطنين البسطاء و المتقاعدين ، الا يكفيها هدمها للرياضة و حربها على من اوصلها الى العالمية، الا يكفيك يا حكومة ما هدمتيه للبلد، الكويت التي كانت في يوما من الأيام تسمى (عروس الخليج)، تحولت اليوم بسبب إهمال و سوء إدارة الحكومة الى (عجوز الخليج )، وتتفنن اليوم الحكومة فتخرج لنا بقرار هدم مسجد يذكر فيه اسم الله وبني قبل 120 سنة ، ماذا سوف نقول للاجيال التي تأتي بعدنا ! اين تراثنا ؟ اين ما خلدة الاجداد في بلدنا؟  هل يعقل بان التنمية ونجاحها ينطلق من مآذنة مسجد شملان بن علي بن سيف الرومي؟

بمقدور الحكومة وممثلة بجهازها الممثل في وزارة الأشغال من معالجة الامر وان كلّف ذلك الكثير، ان الصرح التاريخي والديني في البلد لا يقدر بثمن، وان حكومات العالم المتقدمة والتي تسبقنا بالاف السنين الضوئية بنت حضارتها الحديثة باحترامها لارثها التاريخي و لم تفرط فيه أبدا.

ان ازالة المسجد مخالف للقانون لحكم وجود قانون حماية المباني التاريخية، والمادة 12 من الدستور ينص على : «تصون الدولة التراث الاسلامي و العربي ، وتسهم في ركب الحضارة الانسانية» ، والحكومة في قرارها هدم مسجد شملان بن علي بن سيف الرومي  التاريخي والاسلامي هو جريمة بحق الوطن، وبحق كل كويتي يعيش على أرضها.

 طيب الله ثراك  شملان بن علي بن سيف الرومي ، ولا تحزن على ما تجازيك عليه بلدك ، فمسجدك عامر وسوف يظل عامراً بإذن الله - رحمك الله .

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك