غداً سنفرط فيما هو أكبر وأعظم..فيحان العازمي منتقدا قرار هدم مسجد الرومي

زاوية الكتاب

كتب 476 مشاهدات 0

فيحان العازمي

النهار

إضاءات- مسجد الرومي.. تراث بلد

فيحان العازمي

 

التراث والآثار مهمان لكل أمة، والأمة الحية هي التي تعتز بتراثها وآثارها على اعتبار أن ذلك هو تاريخها وماضيها الذي تفتخر به ومن خلاله تنظر للحاضر والمستقبل حيث تعتبر الآثار جزءاً رئيساً من مكونات الشعوب الثقافية، فهي التاريخ الذي يُروى ويُحكى ويُشاهد للعالم، وهي أحد عناصر الجذب السياحي والدليل على الأثر الإنساني وشخصية الشعوب مهما اختلفت الحياة وتطورت.

ما جعلني أتحدث عن الآثار وقيمتها في حياة الشعوب هو قرار الهدم الصادر لمسجد شملان الرومي وهذا المسجد مصنف ضمن المساجد التراثية للكويت حيث إنه بُني منذ أكثر من 120 عاماً ويعتبر من المعالم التراثية للعاصمة القديمة لدولة الكويت حيث إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقوم بالإشراف عليه ومتابعته لكن ملكيته تعود لوزارة الأوقاف ولذلك فإن قرار إزالة وهدم المسجد يعود إلى المالك (وزارة الأوقاف).

إن التراث الحضاري المعماري مبعث فخر للأمم واعتزازها ودليل على عراقتها وأصالتها أي أنه معبر عن الهوية الوطنية ومن المؤسف أن يكون تراثنا عرضة للضياع والهدم وبالتالي الاندثار، ويجب أن نعلم أن من يهدم الماضي فإنه يدمر مستقبله وبالتالي نصبح بلا ماض أو حاضر ولا مستقبل وبلا تاريخ.

إن حماية مسجد الشملان الرومي ليس حماية لمبنى أو لمكان بل هو حماية لجزء من تاريخ الكويت الثقافي والقومي والديني ولذلك يجب علينا أن نسعى جاهدين لحماية ذلك الأثر الذي لطالما تفاخرنا به وبوجوده.

إن في حفاظنا على آثارنا دلالة واضحة على رقينا وعلى تمسكنا بتاريخنا وماضينا واتخاذ الماضي نواة لحاضر مشرق ومستقبل زاهر، وصدق الشاعر الذي قال:

هذه آثارنا تدل علينا

فإذا متنا فانظروا إلى الآثار

إنها دعوة لمن بيده الأمر أن يبحث عن بدائل لإنقاذ هذا المسجد من الهدم لأننا لو فرطنا فيه اليوم فغداً سنفرط فيما هو أكبر وأعظم، وليحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك