الوحدة الوطنية سفينتا أم لا؟.. حمود الحطاب متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 420 مشاهدات 0

د. حمود الحطاب

السياسة

شفافيات- الوحدة الوطنية سفينتا أم لا؟

د. حمود الحطاب

 

دعامة من دعامات التجمع البشري الإنساني، وحدة اللغة، فهي عنصر مشترك يساعد في التقاء الأفكار وتحقق المصالح، وتعتبر العقيدة الواحدة المشتركة بين الناس أيا كانت هذه العقيدة حتى ولو كانت أساطير الأولين، فهي مجال آخر في الاتحاد البشري وقد يكون مهماً جدا عند الناس حين يكون للعقيدة أهميتها العملية الحياتية وقوتها الفلسفية ورصيدها السياسي والتربوي والاجتماعي، وتعد بقعة الأرض وخيراتها وتقاسم الناس المصالح فيها مجالا آخر من مجالات تجمع الإنسان وتكوين معالم شخصيته وهذا ما نسميه بالوحدة الوطنية. والتجمع البشري بعناصره التي عَدُّوها نحو ثمانية عناصر، منها التاريخ المشترك. أيضا هي سفينة البشر في ترحالهم الحياتي، وإن إحداث أي خلل في جانب من جوانبها قد يؤدي إلى غرق السفينة وهلاك من فيها.

ولا يهم مكان الإنسان وموقعه في السفينة، فكل ركاب السفينة يعيشون قاسم الخطر على حياتهم لأي ثقب في المركب الذي يحملهم، عجما وعربا.

هذه المقدمة كلها تأتي بعد أحداث التجمع في ساحة الارادة الذي اصطبغ بروح العنصرية وبات ينادي بشعارات يندى لها الجبين، ما يعكس صورة من صور التخلي عن فكرة السفينة الواحدة التي يجمع سكانها بالدرجة المهمة وحدة المصير، فإذا غرقت السفينة هلكوا وهلكوا جميعا.

لقد راودني شك عميق في هذه التظاهرة التي دعا اليها محرضون من خارج الوطن، كان لبعضهم دور مهم في إحداث شروخ في سفينة نجاتنا من قبل، وكان مصدر شكي الأهم هو النظر في التوقيت لهذه التظاهرة.

وإذا يتذكر بعض الذين يتابعون ما كتبت من فترة من الزمن قولي :ابحث عن التوقيت في أي حدث تمسك خيطا مهما من خيوط تحليله وتفسيره، وكان توقيت هذا الحدث قد جاء بعد سقوط وفشل انقلاب تركيا، فما علاقة التظاهرات العنصرية الغريبة تلك بهذه الأحداث، وهل كانت تريد التغطية على شيء ما؟ الشك الذي عندي أن توقيتها يقول : لربما كان هناك من هو ضالع في اسناد مؤامرة تركيا وجاءت المظاهرات كقنبلة دخانية تريد الستر على مثل هذه الأمور لريثما يمر الوقت وتشغل الناس عن مثل هذا، ولا سر تستطيع الأيام كتمانه، وإحنا من أهل قرية كل يعرف اخيه.

فكروا معي في هذا الشك ونسبة احتمال تأكيده.

ثانيا: هذه التظاهرة قد جاءت بعد اتحاد شبه تام من الكويتيين على رفض الانقلاب على الشرعية في تركيا، وهو توجه قاله الكويتيون في داخل الكويت وخارجها ايام الاحتلال العراقي للكويت، فأيدوا شرعية بلادهم ولن يخونوها مع اي شرعية أخرى. ومن تربى على خيانة الشرعية للبلاد الأخرى فسيسهل عليه خيانة شرعية بلاده لو كانوا يفقهون. وقد ظهر رفض الكويتيين للانقلاب في تركيا في اشتعال «التايم لاين في تويتر» ومن كل مكان وجد فيه كويتي واحد لرفض الانقلاب وتأييد الشرعية، الا حثالة لا يؤبه لقولها. فهل كانت هذه التظاهرات في ساحة الارادة الأخيرة قبل أيام هل كانت أيضا تهدف لتغيير مسار التفكير الكويتي واشغاله بسفاسف الأمور؟ إضافة للتغطية على شيء ما كما قلت وهو الأهم. الشرطة الكويتية أدت واجبها الوطني بكفاءة واقتدار، واعتقلت المشكوك بقيادتهم لهذه القرصنة وفرحنا جميعا بهذا، فلا تهاون في سلامة الوطن وستكشف التحقيقات ما تكشفه.

قلبي قارصني في هذا الموضوع.

وليخسأ الخاسئون.

 

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك