هل يخيّب الحكام العرب ظن شعوبهم ويتفقون؟ ..لاتذهب بعيدا إلى غزة..بل عن القمة الاقتصادية فى الكويت.. مقالة حنان المطوع

زاوية الكتاب

كتب 537 مشاهدات 0



 


هل يخيّب الحكام العرب ظن شعوبهم ويتفقون؟

ما هي إلا أيام وتستضيف الكويت القمة الاقتصادية العربية الاجتماعية والتربوية، والتي تعتبر الحدث الأبرز خلال شهر يناير 2009، نظراً إلى حضور معظم رؤساء وملوك وحكام الدول العربية، ما يكسب هذه القمة طابع الأهمية القصوى، ونظراً إلى التمثيل القوي للدول، ولأنها تأتي في توقيت مناسب جداً بالنظر إلى ما يحدث على الساحة الاقتصادية في العالم كله وليس في الدول العربية فقط.
وإن كان موعد هذه القمة محدداً من قبل حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية وانهيار البورصات في العالم أجمع وحال الركود التي دبت في الأسواق العالمية وتزايد شبح البطالة بوتيرة مخيفة إلا أن الصدفة بعقد هذه القمة جاءت مواتية تماماً للأحداث، وخدمت الدول العربية للوصول إلى صيغ مشتركة للاتفاق على أطر وتعاون بأشكال مختلفة تجعل هذه الدول تحاول بقدر الإمكان التخفيف من وقع الأزمة الاقتصادية التي لم يتعرض إليها العالم منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وربما تطول لأعوام مقبلة عدة.
لا شك أن هذه القمة ستقدم فيها الدول المشاركة بنات أفكارها واقتراحات وحلولاً وأوراق عمل لتقديم المشاريع التي تتناسب وجميع الدول المشاركة، كما أن التعاون المشترك بين الدول العربية لا شك أنه سيكون الشغل الشاغل في هذا المؤتمر، بعدما ثبت بشكل قاطع أنه لا مفر من التعاون في المشروعات والمجالات المختلفة من أجل النهوض بالكيانات الاقتصادية العربية ومجارات ما يحدث على الساحة العالمية. وهذا يجعلنا نسأل: هل استعدت الكويت جيداً لهذا الحدث المهم وما هي الأطروحات التي ستقدمها وماذا ستحوي أوراق العمل الكويتية وهل هي تليق بالفعل بالكويت أم أننا سنقف موقف المتفرج المتحلطم الذي لا يعرف رأسه من قدميه؟
في هذه القمة التي ليست اقتصادية فقط، بل هي اجتماعية وتربوية نتمنى من حكامنا العرب أن يبذلوا قصارى جهدهم للوصل بنا إلى شط الأمان. فمع الأسف الشديد باتت القمم العربية مجرد تحصيل حاصل، حتى أن حلم السوق العربية المشتركة لم يستطيعوا أن يحققوه، رغم طرحه كفكرة قبل عشرات الأعوام. نريد يا ولاة أمرنا أن تصلوا إلى حلول تساعد جميع الأطراف وتحقق غاياتنا جميعاً كشعوب بأن ننعم بالأمن والأمان والمستوى المعيشي المناسب والخدمات المقبولة في المجالات كافة.
إننا في الكويت كمواطنين نطمح لأن يحدث التعاون مع الدول المحيطة والمجاورة، بل والدول العربية كافة في المجالات المختلفة، فما المانع من أن يجوب القطار الدول العربية كلها من المحيط إلى الخليج وفقاً لقوانين وأنظمة وقواعد معينة؟ وما هو المانع في أن نتعاون مع دول في قطاع الكهرباء والماء؟ وما المانع في أن تكون هناك خطوط مميزة للغاز الطبيعي؟ أليس ذلك كله في المصلحة العامة وهو في مصلحتنا ككويتيين وأيضاً في مصلحة مواطني الدول الأخرى؟
لا أعلم ما هو سبب الفرقة بين العرب، رغم تاريخنا ولغتنا ومصيرنا وديننا المشترك، فهل بات من الطبيعي أن نظل فرقاء، في الوقت الذي تتحد فيه الدول التي حاربت بعضها، ورغم الفوارق والاختلافات بينها؟ لقد تجاوزت تلك الدول التاريخ وجعلوا من الماضي شاهد عيان ودليلاً على ضرورة أن يتحدوا، بل وينصهروا في بعضهم البعض.
نريد كمواطنين كويتيين أن تنظر حكومتنا لهذه القمة الاقتصادية على أنها الفرصة المناسبة لنفيد ونستفيد، وحتى نخرج من تلك الأزمة التي نعانيها، وهي أن الماضي في الكويت كان أفضل من الحاضر، وغالباً أفضل من المستقبل، رغم أن لدينا المؤهلات كلها من مال وعلم وفكر وثقافة ودين.

د. حنان المطوع

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك