تحتاج إلى تكاتف ما بين المواطنين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني..رياض الصانع مقترحا لمواجهة ' داعش'
زاوية الكتابكتب يوليو 6, 2016, 11:40 م 502 مشاهدات 0
الأنباء
الدعشنة الإلكترونية
رياض الصانع
يوما بعد يوم يتأكد افلاس تنظيم داعش الارهابي وإفلاسه الفكري والعقائدي والاجتماعي، حيث بلور فشله في استمالة ذوي الألباب والعقول الى دائرته الهالكة السوداء، بالقيام مؤخرا بمحاولة استمالة عقول الأطفال وغسل أدمغتهم ومحاولة تجنيدهم في حلقاتهم الأسرية الضيقة، مبرهنين على فشلهم الأخلاقي والديني والإنساني بكل المعايير، ومحرضين عبر وسائل الدردشة التي توفرها تلك الألعاب بفتح حوارات مبطنة بالقتل والتدمير، حيث يطلب من الطفل في احدى مراحل اللعبة قتل والده او والديه للوصول الى المرحلة النهائية والفوز باللعبة، وهي استراتيجية رديئة وخبيثة، لأنها تخاطب حماس اطفال غير واعين همهم الأوحد هو الفوز بالمراكز الاولى.
ومن منا في صغره لم يقلد احد ابطال الكرتون في حركاته وأزيائه، بل غالبيتنا كنا نحول الديوانية او صالة البيت الى حلبة للمقاتلة والصراع متقمصين بحسن نية ادوار أبطالنا.
ومن هذا المنطق بدأت داعش تفرز سمومها فهي تدرك الى حد ما بعض أسس التربية السلوكية للأطفال كما انها تدرك طبيعة وطيبة الرجل الخليجي الموسومة بالسخاء خصوصا مع اطفاله، حيث يقتني لهم آخر الاصدارات الالكترونية ويترك لهم المجال فسيحا لتحميل الألعاب واللعب بها، لتنتج في الأخير اجسادا طيعة في خدمة الشيطان الأكبر (داعش ومن والاه).
فوفقا لتقارير استخباراتية يغزو عناصر التنظيم هذا النوع من الألعاب مع حرصهم على ان تكون تلك الألعاب موصولة بالإنترنت ليلجأوا إليها هربا من التعقب على عكس مواقع التواصل الاجتماعي، والاخطر من ذلك ان عناصر متفرقة من التنظيم الأسود يحاولون على مدار الساعة التواصل مع اللاعبين لمحاولة تجنيدهم، واستغلال مشاعرهم البريئة لتنفيذ ما يفعلونه في الالعاب الافتراضية على ارض الواقع. ومن بين الاصدارات الاعلامية لتنظيم داعش الارهابي لعبة الكترونية باسم «صليل الصوارم» اطلقها التنظيم في مسعى منه لرفع معنويات المجاهدين وتدريب الاطفال والمراهقين على مقاتلة قوات التحالف الغربي والاقليمي وتتيح لمستخدميها بحسب العرض الدعائي لها تنفيذ عمليات تفجير وقنص واقتحامات.
والأبطال فيها عناصر (داعش) فيما العدو هم الجيوش الاسلامية والعربية وقد تم التحذير منها عالميا. وهي نسخة طبق الاصل من اللعبة المعروفة «جراند تيفت اوتو5».
وأمام هذا التوجه الذي بدأت تنحاه المنظمة المتطرفة صار لزاما فرض رقابة على طبيعة الألعاب وجدواها وتفادي تلك الموصولة بالإنترنت كإجراء مؤقت للحفاظ على فلذات أكبادنا من موجة التطرف والإرهاب والتي وصلت حتى الألعاب التي تسليهم وهو ما يبرز إفلاس هذا التنظيم بل وخطورته على الأمة والنشء مما يستلزم منا كمنظمات للمجتمع المدني ابراز مخاطرها وإبداع حلول لمحاربتها عن طريق تفعيل الرقابة الأبوية على سلوك الأولاد وألعابهم، وتشجيع القراءة لديهم، وتنمية السلوك المهاري عندهم عن طريق ممارسة الرياضة والألعاب اليدوية وغيرها من الأمور التي تشجع النمو السليم للمعارف والمهارات والمدركات.
أما الحرب على «داعش» وأمثالها فهي تحتاج إلى تكاتف وتآزر وتعاون ما بين المواطنين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، إذ أن المجتمع المفكك يسهل تجزئته وبالتالي تدميره، اما المجتمع المتكاثف والواعي فيصعب عليها التسلل إليه وهو ما ندعو اليه اليوم، كضرورة تلاحم جميع أطياف المجتمع الكويتي تحت شعار«وطن للجميع»، داعين المولى عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يمن علينا وعلى كويتنا الحبيبة وعلى الأمة العربية والإسلامية في ظل قيادة أميرنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالخير والبركات.
حفظنا الله وإياكم من كل مكروه.
تعليقات