الكويت بحاجة إلى خطة أمنية متكاملة.. علي الفيروز مطالبا

زاوية الكتاب

كتب 492 مشاهدات 0

علي الفيروز

الراي

إطلالة- الكويت بحاجة إلى خطة أمنية متكاملة

علي الفيروز

 

دموية وفظاعة وتتابع الهجمات الارهابية التي يشنها تنظيم «داعش» وتوقع عشرات القتلى والجرحى، مثل تفجيرات بروكسيل وباريس والهجوم الانتحاري في مطار اتاتورك التركي، والمجزرة التي نفذها متين في نادٍ ليلي للمثليين في مدينة اورلاندو الأميركية، ومجزرة المطعم في عاصمة بنغلاديش داكا، تجعلنا نقف ملياً ونسأل: هل نحن حقا على ثقة بقدرتنا على ردع هؤلاء الارهابيين؟ وهل اعدنا النظر في اجراءاتنا الامنية والدفاعية ضد عمليات الارهاب؟

من خلال مشاهدة العمليات الانتحارية الارهابية والتهديدات المتكررة على معظم بقاع العالم، اصبح لزاماً علينا ان نحذو حذو الدول الاوروبية والاميركية، ونعيد النظر في كل الاجراءات الامنية في مطار الكويت، والا سيأتينا الدور من حيث لا نشعر. فعمليات التهديد والوعيد في الخارج ما زالت مستمرة والكويت ودول الخليج تحت المجهر، لذلك علينا ان ندرك اننا لسنا ببعيدين عن هذه النوعية من العمليات الاجرامية، وآن الاوان لأن نأمن انفسنا اولا من هذه الآفة الارهابية في شكل اكبر واكثر دقة حتى لا نقع فريسة سهلة للاعداء.

واليوم من الجيد والمطمئن ان نسمع ان للدولة خطة متكاملة لتطوير الخدمات الامنية في مطار الكويت الدولي والعمل على سد الثغرات وايضا الاستعانة بخبرات عالمية خصوصا بعدما صدمنا بقرار سلطات الولايات المتحدة وقف الرحلات الجوية الى الكويت اعتبارا من 1/‏‏ 7/‏‏ 2016 بسبب بعض الخروقات الامنية في المطار كونها لا تتناسب مع تعليمات ولوائح TSA الجوية.

وكأن القرار الاميركي جاء لنا بمثابة «ضربة معلم»! وبالتالي ان لم تأخذ الكويت هذه التحذيرات الخارجية بمحمل الجد وتحسن تدابيرها الامنية، فسنكون نحن الخاسرين.

نعم علينا العمل على توفير احدث التقنيات التكنولوجية في مطار الكويت الدولي وفي بقية المنافذ الاخرى، كما يجب ان نبدأ بجدية بتطوير خدمات مرافق المطار في كل مكان في سبيل تسهيل عملية السفر على المواطنين والمقيمين.

فالمسؤولية الملقاة على عاتق رجال الداخلية ورجال الطيران المدني ورجال الجمارك في تأمين سلامة الركاب وتنقلاتهم، كبيرة وثقيلة، ويجب على الفرد فينا تقدير ظروفهم وشكرهم على الاجتهاد والالتزام ويجب الا نتضايق حينما يكون هناك اي تشدد امني من اجل امن الوطن وسلامة المواطن.

لقد اثلج صدورنا خبر بدء المؤسسة الامنية بتنفيذ خطة متكاملة لتطوير كل الخدمات الامنية في المطار، فكما نعلم ان رجال امن المطار ورجال الطيران المدني هم الواجهة الاولى التي تجسد حضارة وتقدم الكويت وكرم اصالتها. وهم ايضا العين اليقظة الحارسة على امن الوطن، لذلك يجب ألا نبخل في توفير كل الامكانات المادية والبشرية، وان نواكب عملية تطور التكنولوجيا في كل الاجهزة الفنية. فقد اسعدنا حقا التنسيق الذي ابرم بين شركة «غروب فور اس» ووزارة الداخلية، فهي شركة عالمية بريطانية متخصصة في مجال تأمين المطارات العالمية والخدمات الاستشارية وتقوم بتدريب عناصر بشرية قادرة على تقديم افضل الخدمات الامنية بالتعاون وباشراف الاجهزة الامنية في وزارة الداخلية، خصوصاً ان هناك الكثير من التقارير الفنية التي تشدد على اهمية سد الثغرات الموجودة في خارج المطار وداخله، وذلك لحمايتها من اي مخاطر محتملة حالها حال اي مطار في العالم.

كما ان الاستعانة بشركات امنية متخصصة لا يعني انهاء الدور الجبار للكادر الامني في الداخلية وانما بمثابة عامل مكمل لدورها الريادي مثلما هو معمول في معظم مطارات العالم المتقدمة.

ان مطار الكويت الدولي يحتاج الى الارتقاء بنوعية العمل فيه مع ضرورة وجود عناصر قوية تتميز باليقظة والكفاءة والجهوزية في كل الاوقات لتتواءم مع الظروف الاقليمية الحالية والمعطيات الراهنة والتطورات الامنية في المنطقة ونحن الآن في موسم الصيف والسفر، ففي النهاية امن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين فوق كل اعتبار.

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك