الشعب الكويتي يتألم كل لحظة لما آلت إليه الأحوال المتردية.. هكذا يرى عادل المزعل
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2016, 11:14 م 503 مشاهدات 0
الأنباء
صراحة- ما الذي يحدث في الكويت؟!
عادل نايف المزعل
نحن نعيش عصرا لا أسرار فيه، فالعالم أصبح قرية صغيرة مع أجهزة الاتصالات الحديثة وصار المواطن في قلب الحدث صانعا له متفرجا عليه مساهما فيه وما يحدث بالكويت اصبح عنوانا لكل الصحف في العالم ونشرة أخبار تلوكها الألسن في كل مكان واصبحنا عنوانا للتخلف والضياع والفوضى التي ضربت كل مكان في حياتنا وباعدت بين الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ما هذا التخبط؟ وما هذا الارتجال؟ وما هذه القرارات؟ نخرج من مصيبة إلى مصيبة، متى سنبدأ التنمية والشعب الكويتي يتألم كل لحظة لما آلت إليه الأحوال المتردية في الكويت؟ سرقات في اكثر الوزارات، وسرقات في التأمينات، وآخرها وزير الصحة د.علي العبيدي في خطوة هادفة إلى الحفاظ على المال العام، وقع قرارا بإحالة بعض الموظفين، إلى النيابة للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم على خلفية ارتكاب تلاعب في فواتير العلاج بالخارج، إلى جانب ارتكاب بعض الأخطاء، والإهمال في العمل، والتقصير في خدمة المواطنين، فلابد من معاقبة أي شخص أيا كان منصبه ونسبه، ويستحق القصاص، وارجاع الأموال ولابد من كشف حقائق هذه الجريمة.
المشاكل تتفاقم من غلاء، وبطالة، وإسكان، وشوارع مزدحمة، وتعليم، وصحة، وأطعمة فاسدة، مشاكل تتوالد وتتكاثر، وتغطي كل مساحة أمل يداعب قلب كل مواطن في صلاح الأحوال.
الحل في القانون وتفعيله، وتشديده وتطبيقه، فلا استثناءات، ولا احد فوق القانون والمساءلة، وان يكون هناك رادع لكل من تسول له نفسه المساهمة في الفساد، وضرب القوانين، ويجب تفعيل قانون من أين لك هذا؟
نحن لا نريد أن نتحول إلى دولة تؤوي المفسدين، نريد قوانين تكشف هؤلاء المفسدين، وتلزمهم مكانهم، وتقدمهم للعدالة، وتجردهم من الاموال التي امتصوها من دماء وعرق كل مواطن شريف، غير راتبهم في نهاية كل شهر، وهذا كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد ارسل رجلا يجمع الصدقات والأموال فجاءه الرجل وقال له: هذا لكم، وهذا اهدي الي.
وماذا قال له النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حالة من حالات الفساد عرضت عليه منذ أربعة عشر قرنا؟ قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول» أي خائن للأمانة، هذا هو ديننا يحارب أولى حالات الفساد والتنفيع، ويصفها بأنها خيانة للأمانة، فيجب ان نسمي الأشياء بأسمائها، فخائنو الأمانة بيننا كثيرون، فالفساد داء عضال، إذا نخر في جسد تهاوى وتساقط، ولا دواء ينفع، ولا شفاء يرجى، فسارعوا إلى معالجة الفساد، واجتثاثه من جذوره، فلا حياة لأمة ضاع فيها الحق، ولا مستقبل لامة اختطت لنفسها الفساد طريقا، والمحسوبية أسلوبا، فالعالم صار قرية صغيرة، طهروا صفحات الكويت من البقع السوداء، لتكون كتابا ناصعا ينير لها طريق النماء، ولنكن أول الداعين للقضاء على الفساد، بثورة حقيقية، بالتشريعات من اجل الغالية أمنا الكويت، أفلا تستحق الكويت منا ذلك؟ قال الله تبارك وتعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.
تعليقات