الدول العربية والإسلامية تخلت عن نصرة الشعب الفلسطيني.. هكذا يرى عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 356 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

الراي

رسالتي- «حماس» وإيران

عبدالعزيز صباح الفضلي

 

قد يكون تصريح موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» حول دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية على الصعيد المالي والعسكري مستفزاً للكثيرين، خصوصاً مع الدور الكبير الذي تلعبه طهران في دعم النظام السوري المجرم ومشاركته في قتل الآلاف من السورييين المدنيين الأبرياء.

ومع تقديرنا للكثيرين ممن استنكروا ذلك التصريح، خصوصاً من نعلم صدق غيرتهم على الأمة الإسلامية ودفاعهم عن دماء المسلمين وأعراضهم، إلا أننا لا بد وأن نسأل هؤلاء الأعزاء «إن كنتم تثقون في حماس وقادتها، وتعلمون أنها مشروع وطني صادق مقاوم للاحتلال، وقدّم قادتها قبل أفرادها أرواحهم في سبيل نصرة الدين وحماية المقدسات، فما الذي حملهم على تلك التصريحات في هذا الوقت»؟

من الأمور التي تكاد لا تخفى على أحد، تخلي الكثير من الدول العربية والإسلامية عن نصرة الشعب الفلسطيني، ولا سيما المحاصرين في غزة، التي تجاوز عدد سكانها ١،٨ مليون نسمة، ويتوقع في نهاية عام ٢٠١٦ أن يتجاوزوا المليونين، وهي محاصرة منذ عشر سنوات.

خاضت «حماس» وفصائل المقاومة، ٣ حروب خلال ٦ سنوات مع الصهاينة، تم خلالها تدمير العديد من المنشآت الحيوية، وتدمير مئات المجمعات السكنية التي تضم العديد من الأسر داخل القطاع، وأصبح مئات الأسر بلا مأوى، ويعاني الناس من حصار خانق، وعدم دفع الرواتب للآلاف من الموظفين.

القطاع على وشك الانفجار، وفي هذه الأجواء تفتح إيران أبوابها، وتقدم مساعداتها، من دون أي تنازل من «حماس» عن مبادئها، أو سماح للنفوذ الإيراني بأن يتغلغل في صفوفها.

تلجأ «حماس» إلى التعامل مع إيران كلجوء المضطر إلى أكل الميتة.

حال الحركة اليوم في تعاملها مع إيران بعد أن أغلق معظم الأشقاء الأبواب في وجهها، كحال من احترق بيته في يوم مطير فخرج هارباً لينجو مع أهله، وكلما طرق باب الجار القريب وجده موصوداً في وجهه، حتى وصل إلى أبعد جار ففتح بابه وقام بإيوائه وأحسن ضيافته، فهل يُلام إذا شكره على جميل صنيعه ومعروفه؟

اليوم تتحمل «حماس» مسؤولية قطاع غزة بعد الحسم العسكري الذي تم عام ٢٠٠٧، وهناك محاولات من أطراف عدة من أجل إثارة أهل القطاع على قيادة الحركة، وأحد هذه الأساليب هو تضييق الخناق وتشديد الحصار.

من مسؤولية «حماس» أن توازن بين متطلبات الداخل وحاجاته الملحّة، وبين واجبها تجاه قضايا الأمة الإسلامية.

لقد وقفت الحركة مع الشعب السوري الشقيق في محنته، وضحّت بكل الدعم الذي كان يأتيها من النظام السوري بمختلف صوره، وخرج قادتها وكوادرها من سورية، لأنها لا تساوم على دماء الأبرياء.

هناك مؤشرات عديدة تدل على عزم الصهاينة على شن حرب جديدة على القطاع، والمقاومة تحتاج إلى دعم كبير كي تتمكن من الوقوف في وجه هذا العدوان، لذلك ليقدم العرب والمسلمون دعمهم الكامل للحركة والقطاع، وقادة «حماس» على استعداد لقطع كل الحبال مع إيران، فهل يفعلها العرب؟

إن من يريد أن تكون «حماس» حركة مقاومة للاحتلال، من دون أن يوفر لها الدعم، ويعتب عليها إذا أخذته من الآخرين، ينطبق عليه بيت الشِّعر:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له... إياك إياك أن تبتل بالماء

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك