لا تبشر بمستقبل مشرق .. رجا المطيري تتحدث عن السياسات التعليمية في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 988 مشاهدات 0


السياسة

الكويت تخطط لزيادة نسبة الأمية بين المواطنين

رجا المطيري

 

التعليم حجر الزاوية في رقي اي دولة وتسعى الدول كافة النامية والمتطورة في مجالين رئيسيين اولا: الدول النامية بحاجة ماسة الى تعزيز مكانتها العلمية وتطويع كل السبل للوصول الى غايات تطوير الموارد البشرية عبر القضاء على الامية المتعددة، وبالمناسبة كان هناك تعريف للامية في السابق، وهو ان المصطلح يطلق على من لا يقرأ ولا يكتب، لكن اليوم تعددت استخدامات المصطلح، فالامية لم تعد تقتصر على عدم القراءة والكتابة، انما هناك متعلمون اميون ثقافيا، وهؤلاء اخطر من الاميين الذين لا يفقهون القراءة والكتابة.

لقد سعت الدولة مشكورة في الماضي امحاولة القضاء على الامية، وفتحت المدارس المسائية لتعليم الكبار، وكان لهذه المبادرة الاثر الكبير في تحويل نسبة كبيرة من المجتم من الامية الى القراءة والكتابة، وكانت رؤية الحكومة في ذلك الوقت محاكاة بعض الدول الراقية.

هناك دول قضت على الامية منذ عقود، ومنها السويد التي ودعت اخر امي في العام 1958 وقد نظمت له جنازة طافت شوارع العاصمة ستوكهولم الى مثواه الاخير بأعتباره اخر امي يودع الحياة في تلك الدولة التي تحترم نفسها وتسعى الى تحقيق غايتها الستراتيجية بالتعليم، يومذاك كانت دولتنا الفتية تحاول البدء في مشروع تطوير التعليم، لكن اليوم اصبحت السياسات غير مضادة للتعليم والمتعلمين على حد سواء لان المناهج والبرامج التعليمية باتت متخلفة عن العصر، مثلا، الامي اليوم ايضا من لا يتكلم لغتين، والذي لا يستخدم لغة الحوسبة يعتبر من الاميين، ومن لا يكمل تعليمه الجامعي او التطبيقي يدخل دائرة الامية.

الكويت البلد الذي يحسب عانه من اوائل الدول النامية وقطع شوطا كبيرا في محو الامية من خلال مسارات تعليمية متعددة حين كانت هناك انواع مختلفة من التعليم تناسب قدرات اي متعلم، وكان هناك تعليم تجاري وصناعي وتطبيقي وتعليم جامعي في كل المجالات، اما اليوم رغم كثرة المتعلمين الا هناك امية ثقافية وعلمية لا سابق لها في الكويت التي من حقها على شعبها ان يتنافس في كل المجالات العلمية.

ان ما نراه اليوم من سياسات تعليمية لا تبشر بمستقبل مشرق خصوصا ان سياسات الدولة تنطوي على دلالات استفزازية للشباب الذين يحاولون استكمال تعليمهم الجامعي على حسابهم الخاص، فهؤلاء لا يمنحون الامتيازات التي تشجعهم على اكمال تعليمهم، خصوصا ان سياسات التوظيف في الجهاز الحكومي ليست وفقا للحاجة، وتخضع لحسابات لا علاقة لها ابدا بتشجيع المتعلمين على اكمال تحصيلهم.

حتى الذين يريدون استكمال تعليمهم في جامعة الكويت بدأوا يتعرضون لمضايقات كبيرة في الماضي كانت نسبة القبول 50 في المئة لحملة الثانوية العامة في بداية ستينات القرن الماضي، وفي كل التخصصات اما اليوم اصبحت النسبة سياسة تعجيزية، وبخاصة هذا العام، وكأن وزارة التربية تعمل خارج سياسة الدولة، فهذا وزير التربية والتعليم العالي يصرح لوسائل الاعلام ان لا زيادة في نسبة القبول عن العام الماضي، ثم تأتي الجامعة وتخالف توجيهات الدولة، وترفع النسبة للعلمي والادبي وكأنها تغلق الابواب امام الدارسين منفردة بقرارها، وتتعمد ان تغرد خارج السرب ثم، في المقابل ايضا الدولة تحارب الموظفين الذين يحاولون استكمال تعليمهم في الخارج، وعلى حسابهم الخاص، فيما في دول مثل الولايات المتحدة فان من يلتحق بالدراسة، وهو موظف، تحسب فترة الدارسة من ضمن خبراته الوظيفية، في الدول الناجحة تحسب خبرة الموظف ليس في المجال العملي وحده، بل في ما يتعلمه اثناء العمل من وحدات دراسية.

يا من تحاولون الرجوع بالكويت الى عصر الامية نقول لكم ارفعوا ايديكم عن ظلم الطلبة المجاهدين في سبيل تحسين مستواهم العلمي ولا تضعوا العراقيل في طريق كل من يريد تحسين مستواه العلمي من الموظفين. يسيروا عليهم ولا تعسروا ولا تغلقوا الابواب امامهم لتحقيق معرفة علمية وحتى لا تتسع مساحة الامية، ولا تتطبقوا سياسة “جاك الذيب وجاك وليده”.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك