عن الإيقاف الرياضي و«حالة الإحباط»! .. يكتب تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2016, 11:46 م 591 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف - الإيقاف الرياضي و«حالة الإحباط»!
د. تركي العازمي
البحث في تفاصيل ملف الرياضة وتداعيات قرار كونغرس «الفيفا»، استمرار الإيقاف الرياضي بحق الكويت، أزعج الجميع وأوصلهم إلى حالة الإحباط واليأس... وزد عليها الاتهامات والتخوين!
أمر بسيط كهذا أستغرب وقوعنا فيه مع ان المسألة بسيطة، وتتمثل في طلب الجهات المعنية من شخص محايد أن يقرأ القوانين الرياضية محل الخلاف ومقارنتها بالنظم المعتمدة من قبل «الفيفا» ويعطي رأيه لأصحاب القرار لاتخاذ اللازم... إنها سمعة ومكانة وطن.
يا سيدي ويا سيدتي، هل قرأتما خبر الـ 11 جهة حكومية المقصرة في تنفيذ مشاريع خطة التنمية والتوصية بعزل القياديين المسؤولين عن تلك الجهات؟
إذن٬ الإحباط ليس مقصورا على ملف الرياضة ولا على القياديين المقصرين في تنفيذ خطة التنمية... إننا بحاجة حسب معطيات الواقع، إلى أن نبحث في القياديين الحاصلين على مناصبهم بالواسطة، ومن المؤكد ان الحكومة «أبخص» في هذا الجانب ومن ثم يجب استبدالهم بالكفاءات.
تقول الدكتورة لولوة حمادة، أستاذة علم النفس في رسالة بعثتها لي عبر «الواتس أب»، «من الإطلاع على ما ينشر في وسائل التواصل نرى ان الجميع يفترض في نفسه المثالية وان الحل يكون حسب النظرة أو الاعتقاد الذي يؤمن به٬ ومن هؤلاء وهؤلاء يتشكل النسيج المجتمعي وكل واحد من هؤلاء يتبوأ مركزا حساسا حتى ولو كانت وظيفة عادية جدا في القطاع العام أو الخاص لكن المهم العطاء والإخلاص في العمل... بودي أن يُفهم من كلامي انني أتمنى على الناس هنا في هذا البلد أن يركز كل واحد منه في عمله ويجتهد ويخلص فيه مهما كان ذلك العمل أو المنصب متواضعا، ولنتوقف عن النقد واللوم والحسد ولنتذكر قصة الحجر الصغير الذي كان ضمن بنيان في سد يحمي المدينة من المياه وعندما أقنع نفسه انه ليست له فائدة مرجوة أو دور في الحياة٬ هوى بنفسه من بنيان السد وغرقت المدينة بأسرها».
صدقت حمادة ولاحظ ما انتهت إليها مشاركتها بعد ما ذكرت لي قصة تابعتها عندما كانت تدرس في أميركا حول رجل مسن يشكو من السكر يقوم بتنظيف المبنى بعد خروج الموظفين، وكيف ان الكل كان يلقي عليه التحية ولم يشتكِ من وضعه بل كان يؤدي عمله بكل حرفية وإتقان... تقول «المهم العطاء والإخلاص في العمل».
نفهم من هذا، إننا نتحدث عن وجوب إنشاء حوكمة ومعايير معينة ليتبين لنا المخلص والمعطاء في عمله بمعنى معايير وحوكمة لقياس الإنتاجية.
في الرياضة، نستطيع القول إن القياس على الرغم من عدم توافر آلية يشير إلى عدم وجود إنتاجية بل تدهور في العمل الموكل إليهم... والقرار المنطقي هنا وليس فقط بالنسبة للملف الرياضي بل لكل إدارة معنية في توفير خدمة للمواطن والمقيم يفترض أن ينتهي بالعزل أو على الأقل التغيير.
من حقنا أن نرفع سمعة الكويت ونحافظ عليها ليس فقط في مجال الرياضة بل في كل مجال، والظاهر من حقيقة تولي المناصب القيادية إن «فاقد الشيء لا يعطيه» لأن ما بني عليه الاختيار كان خاطئا.
لا تعتذروا لنا... خلاص «شربت مروقها» وكل ما يريده الشارع الكويتي يعلمه الجميع لأن الإحباط واليأس بلغ حالة يعلمها الطفل الصغير ويفهم تداعياتها كل فرد يتصف بالرشد من رجل وأمرأة إلا من عشق استمرار حالة الفساد الإداري والتيه السياسي.
فهل من مخرج لحالة الإحباط واليأس؟ وهل من حوكمة ومعايير لقياس العطاء والإخلاص من خلال استقصاء لمؤشرات الإنتاجية ؟ طبعا الحلول موجودة لكن القرارات الإصلاحية شبه غائبة... والله المستعان.
تعليقات