التهديدات التي تواجه المنظومة الخليجية مستمرة.. صلاح الساير محذرا

الأنباء

السايرزم- طوق النجاة

صلاح الساير

 

بحكمتها العتيدة المعهودة وصلابتها الداخلية المشهودة استطاعت دول مجلس التعاون الخليجي أن تحصن ذاتها من الانزلاق في فوضى ما يسمى بالربيع العربي الذي أثبتت الأيام أن ظاهره رحمة وباطنه دمار وهلاك، والشواهد طازجة وماثلة للعيان. بيد ان الأخطار والتهديدات التي تواجه المنظومة الخليجية متواصلة مستمرة، ولم ولن تكف، خاصة في مرحلة التغيرات العميقة والتحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة.

***

حالة الاضطراب والغموض في الجوار اللصيق مستمرة، حيث لا إشارات تفيد باقتراب انحسار الاضطراب أو الغموض في جميع الجهات الأربع. فمن جهة الجنوب لا أحد بمقدوره الجزم بقرب انتهاء النزاع الأهلي في اليمن، وشمالا أمست سورية أكثر اقترابا من حالة التمزق، وشرقا لا يبدو أن النزيف العراقي على وشك التوقف، ومن جهة الغرب هناك من يحاول أن يشغل مصر ويبدد جهودها في العدم، أما المزاج الدولي فمزاج متقلب ومريب لا يعول عليه.

***

لست متشائما وسبق لي أن كتبت «أن قوتنا وتقدمنا في مجلس التعاون الخليجي بيدنا نحن لا في يد الآخرين» شريطة الاحتراز واليقظة والسعي المستمر إلى «تحديث» المجتمعات والدول في عموم الخليج، لتوفير مكامن القوة الداخلية، وتعميق الإيمان أكثر بوحدة المصير الخليجي وتفعيل هذا الإيمان، ومناقشة السيناريوهات السيئة بكل وضوح وجسارة وشفافية، والاستعداد لها على نحو لا يصرف الصدور المؤمنة والسواعد الصلبة عن التنمية والبناء.