أصبح من أكثر اسباب الحوادث المرورية .. مسفر النعيس مطالبا بإصدار قرارات تحد من استخدام الهاتف النقال خلال القيادة

الراي

صوت القلم-  وسائل تواصل كشفت المستور

مسفر النعيس

قلما تجد شخصاً لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي... فبعد ثورة التكنولوجيا والهواتف الذكية، أصبحت تلك الوسائل ضرورة حتمية وعلاقة يومية، نظراً لتعددها وأهميتها، سواء في المنزل أو العمل أو الشراء والبيع وغير ذلك الكثير، فهي أصبحت كل شيء في حياتنا تقريباً، بل ان كثيرين أصبحوا أسرى لتلك الوسائل وأصبح الهاتف النقال هو من يسير حياتهم ولم يستطيعوا السيطرة عليه واستخدامه بالشكل المطلوب وبإيجابية، بل انهم يستخدمونه في شكل يومي بكل ما هو سلبي وخارج عن الدين والعادات والتقاليد وكل الأعراف، وهذه مشكلة أزلية فينا نحن العرب، فلا نحسن التصرف والاستخدام بالشكل الصحيح.

من وسائل التواصل الحديثة، برنامج جميل ومميز ولكن استخدمه البعض في شكل غير جيد، الا وهو «سناب شات»، فقد دخلته ليس حبا فيه بل من أجل أن أجربه وارى من يستخدمه في شكل إيجابي أو سلبي، ولكني شاهدت الكثير من الحقائق التي لا تخفى على القارئ الكريم، فهناك من يحاول جاهداً أن يوصل فكرة عن شخصه بأنه مثقف ومطلع على كل شيء، وما هو في الحقيقة سوى متصنع ويتحدث بعكس شخصيته التي يعرفها كثيرون، أما بعضهم فتجده ينتقد ويضع صوراً للفساد بكل أشكاله، وهو بالأصل فاسد في أخلاقه وعمله وصلته بالبشر، وتجد من تتفنن في نشر فضائحها وتعري بيتها وتضع جزءاً من جسمها كأصابعها ويديها، وهذا فعل غير مقبول لا ديناً ولاعرفاً، فتعرية البيوت وكشف ما فيها وتصوير الطعام والسيارات والأثاث وكل ترف وتصوير الأطفال ورقصهم ونشر أسرار وفضائح الغير هي أفعال سلبية لا تمثل سوى بعض المرضى، وهذا ينطبق على من يشتم الناس ويصنفهم اجتماعياً وعائلياً وطائفياً، وهذا يخالف ديننا الحنيف ويرفضه العرف والقانون.

في البرنامج الذي أشغل العالم، نجد الشباب والبنات في قارب واحد، فعند استخدامنا للطريق وفي وسط الازدحام المروري، تجدهم يصورون أنفسهم وسياراتهم وشاشاتها ويعلقون وكأنهم مجانين، فقد تعرضت لموقف كادت إحداهن أن تصدمني بسيارتها لانشغالها بهاتفها النقال، وشاهدنا الكثير من الحوادث والتي تسبب بوفيات جراء استخدام الهاتف وكتابة تغريدة عبر برنامج «تويتر» أو تعليق في «سناب شات».

أعتقد أنه قد حان الوقت لإصدار قرارات مرورية حازمة تحد من استخدام الهاتف النقال، لأنه أصبح من أكثر اسباب الحوادث المرورية، حفاظاً على أرواح الناس الذين ليس لهم أي ذنب سوى أنهم يستخدمون الطريق مع بعض المخالفين للقانون والذين أصبحوا رهينة للهاتف النقال الذي انشغل فيه عن الطريق.

أتمنى أن نستخدم وسائل التواصل في شكل إيجابي كما يفعل بعض المشاهير، الذين استخدموا «تويتر» و«سناب شات»، في تفريج كربة الكثير من الأسر المتعففة بنشر قصصها، وكذلك أتمنى أن نستخدمها في تعزيز وحدتنا الوطنية ونبذ كل ما يفرقنا وكشف كل سياسي يتكسب على اختلافنا وان نبرز الوجه الحضاري لدولتنا الغالية الكويت، وكذلك تسليط الضوء على كثير من القيم والأخلاق الإسلامية والعربية وتعليمها للجيل الحالي الذي لا يجهل الكثير، والله المستعان.