يجب دعم المعارضة الإيرانية .. بوجهة نظر داود البصري لإسقاط المنهج التخريبي للنظام
زاوية الكتابكتب إبريل 15, 2016, 12:13 ص 1695 مشاهدات 0
السياسة
نحو دعم خليجي وعربي للمعارضة الإيرانية
داود البصري
التطورات المتسارعة في الشرق القديم، وتوسع الحرب السورية لتتحول لحرب “ميني عالمية” بعد دخول دول كبرى كالاتحاد الروسي، ودول اقليمية مهمة كايران التي وسعت من مجال تدخلها الذي كان مقتصرا على مجاميع استشارية من الحرس الثوري الايراني، تزايدوا مع مرور الأيام، ومجاميع أخرى من الميليشيات الطائفية الخاضعة للهيمنة الايرانية كعصابة حزب اللات اللبناني، وجماعات العصابات الطائفية العراقية والباكستانية والأفغانية، أمور أدت في نهاية المطاف لأن تتحول الشام لمنطقة قتل شاملة، تتحارب فيها ارادات وجماعات وأطراف متناقضة وفق هدف نهائي يتمثل في السيطرة على المنطقة. ويبدو أن معادلة الصراع على سورية والتي تتمثل في قوة وهيمنة من يسيطر عليها، تبقى هي السائدة في ظل الأوضاع الراهنة، والنظام الايراني الذي وضع كل ثقله الستراتيجي في خانة دعم النظام السوري حتى النهاية، يعلم بأن مصيره مرتبط جدليا بمصير النظام السوري. وأن معركته وجماعته هناك هي معركة المصير الواحد الذي لا انفصام عنه. وتطبيقا لذلك الواقع الذي عمل عليه الايرانيون بصبر وتركيز واستثمار طويل منذ العام 1980، فانهم لايملكون من خيار سوى الاستمرار في التوغل والغوص في الأوحال السورية من واقع الضرورة الستراتيجية الملحة . وعلى مستوى ادارة الصراع الاقليمي فإن النظام الايراني لم يحرص يوما على اخفاء أجندته الحقيقية في قلب الأنظمة العربية والخليجية تحديدا. كما لم يخف سعيه لاقامة المجال الحيوي الايراني والذي يستطيع فيه الجندي الايراني من التحرك بحرية ودون عوائق من كابول الأفغانية وحتى بيروت على البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافة الاسلامية بغداد ودمشق. وهو ما تحقق فعلا بعد الغزو الأميركي للعراق الذي كسح ذلك البلد المشرقي العربي المهم وجلب وكلاء النظام الايراني الذين رباهم على يديه للحكم في العراق من أمثال حزب الدعوة العميل أو عصابة آل الحكيم وغيرهم من الطائفيين القتلة الفاشست، ما حقق الطموحات الايرانية التاريخية بأقل تكلفة.
النظام الايراني يتعامل بحرية مع مختلف أحزاب وقوى المعارضة العربية ويقدم لهم كل الامكانيات وينسق حملات الدعم بشكل سري أو علني،ويترافق ذلك مع هجمة ايرانية منسقة على الشرق والجنوب العربي بعد أن اجتاح العراق بالكامل وجعل من الساحة السورية رأس رمح لتواجد وعبور قواته العسكرية واخترق كل قواعد وأسس اللعبة الاقليمية وملف ادارة الصراع، وهو ما يتطلب ردا عربيا معاكسا مساوياً في المقدار ومعاكساً في الاتجاه، يعتمد أساسا على فتح خطوط التواصل مع القوى الايرانية الوطنية المعارضة للنظام الايراني ومن التي تستطيع توفير خدمات جمة للدول العربية من خلال استشعارها بما يدور في العمق الايراني، وتوفير خدمات لوجستية ومعلوماتية لا تقدر بثمن يمكن من خلالها قراءة العقل السلطوي الايراني، تردد النظام السياسي العربي عن التعاطي مع ملف المعارضة الايرانية وخصوصا أكبر قواها وهي جماعة (مجاهدون خلق) صاحبة التاريخ النضالي الكبير والخبرة المتميزة في المقاومة الوطنية الايرانية والتي لها انتشار وشعبية واسعة في العمق الايراني وبما تمتلك من تاريخ نضالي وخبرات ميدانية، يمثل خللا جوهريا في ستراتيجية الاختراق للعمق الايراني وبناء جدار واق فعال ضد المخططات الايرانية هي أشد ما يحتاجه اليوم المعسكر المقاوم والمتصدي لنظام الملالي الفاشي العدواني، وقد يحتج بعض العرب بالقول ان جماعة مجاهدي خلق هي وجه آخر للنظام، وهي لا تختلف عنه من حيث التعصب القومي أو حتى الأهداف التوسعية! ولكن هذا القول والرأي لا يعبر عن حقيقة مطلقة، فالتحالفات السياسية تحتاج لمرونة قبل أي اعتبارات آيديولوجية وفكرية، وقد تحالف العالم الرأسمالي الغربي مع العالم الشيوعي الاشتراكي خلال الحرب العالمية الثانية في مقاومة النازية والفاشية في أوروبا والعالم رغم ما بينهم من خلاف، واختلاف وجهات النظر بين حركة المقاومة الوطنية الايرانية (مجاهدي الشعب الايراني) والحركات القومية العربية في عربستان والبلوشية أو الكردية أو الآذرية لا تعني أبدا انقطاع الحوار والتعاون المشترك للخلاص من الفاشية أولا، ومن ثم الوصول لبرنامج عمل وطني ايراني يلتفت لبناء الداخل وينهي العنصرية والقمع والارهاب، المهم ان الضرورات الستراتيجية الملحة تحتم على صانع القرار السياسي العربي الاسراع في فتح ملف التعاون الوثيق مع حركة المقاومة الوطنية الايرانية والاستفادة من تاريخها وارثها النضالي وخبراتها الميدانية وبناء علاقات مستقبلية قوية مع الشعوب الايرانية تنهي فصول الصراع العبثي وتؤسس لتعاون اقليمي، فايران في النهاية جارة أبدية للعالم العربي ويرتبط شعبها بوثاق تاريخي واجتماعي وثقافي وحضاري ضخم جدا يمكن استثماره في البناء لا الهدم والتخريب، انها فرصة لاكتشاف ايران الأخرى ايران الحضارة والتاريخ والمستقبل عبر مد اليد للمناضلين الايرانيين الأحرار.. نتمنى أن تترجم آراؤنا لتحرك سياسي حقيقي ينفتح على المعارضة من أجل اسقاط المنهج التخريبي العدواني واعادة ايران لشعبها، ومن الله التوفيق.
لا تهدروا الفرصة التاريخية المتاحة.
تعليقات