حسن الاختيار يصنع النموذج الكويتي المفقود.. كما يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 618 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  النموذج الكويتي المفقود!

د. تركي العازمي

 

وجه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، لدى استقباله يوم الأحد الموافق 6 مارس 2016، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وأعضاء اللجان المالية والأولويات والميزانيات، إلى الخروج من عنق زجاجة الوضع الاقتصادي، وأكد سموه بذل المزيد من الجهود والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في المرحلة المقبلة٬ لما تحمله من استحقاقات للخروج بنتائج تصب في مصلحة الوطن والمواطن في إطار القانون ومواكبة مسيرة التنمية («الراي» عدد الإثنين 7 مارس 2016).

نفهم من اللقاء وتصريح بعض النواب، ان ولي الأمر قد أصدر توجيهاته، وهنا تستدعي الضرورة إلى تحمل المسؤولية في تنفيذ توجيهات سموه على نحو فيه فاعلية أكثر يشعر بإيجابيتها المواطن البسيط.

المواطن الذي يبحث عن علاج٬ المواطن الذي يسأل عن مصيره بعد تخصيص «الكويتية» الذي لم ينفذ٬ المواطن الذي يتمنى الوصول إلى مقر عمله من دون «زحمة» أو استقبال «حصاة» تكسر زجاج مركبته٬ مواطن يحلم في تنفيذ معاملته وهو في المنزل عن طريق الحكومة الإلكترونية التي نسمع عنها ولا نرى أثرها٬ مواطن يريد من ابنه في المرحلة المتوسطة أن «يفك» الخط ويستطيع القراءة والكتابة٬ مواطن يريد أن يشعر بأهمية عطائه وإضافته في عمله المميزالذي لم يلق التقدير٬ مواطن يريد أن يحصل على وظيفة بأسرع وقت ممكن كي يساعد والده المتقاعد على تكاليف الحياة وأسعارها المرتفعة في استمرار٬ مواطن يريد أن يخصص له أرض بخدماتها٬ مواطن يريد أن يشعر بالرخاء٬ مواطن يريد أن يشاهد كل فاسد خلف القضبان٬ مواطن يبحث عن من يستمع لشكواه من ظلم وقع عليه٬ مواطن يريد قوانين تسنّ بسرعة رأفة بالعباد والبلاد٬ مواطن يريد أن يشعر باحترام كفاءته بعد إزاحة كل من فشل في تحقيق المراد منه٬ مواطن يريد أن ينهي إجراءاته بلا «واسطة»... وكم من مواطنين آخرين لديهم من التطلعات الجميلة التي تمكن الكويت من بلوغ غايات التنمية التي حث على مواكبتها سمو الأمير، لكنهم خارج المعادلة وبعيد عن سهام الاختيار.

أعتقد بأن الكويت بحاجة للبحث أولا عن النموذج الكويتي المفقود، والنموذج هذا موجود بين أحبتنا ممن يعمل بصمت ولا يبحث عن «البهرجة» الإعلامية... فرد بين «حزمة» لم نستطع تمييزه بين الآخرين ولو نظرت لسيرته الذاتية لرفعت له القبعة بعد أن «لطمته» آلة الاختيار السيئة التي أفرزت لنا نموذجا يبحث عن التعقيد وبعيدا عن هموم المواطن وتطلعاته. ببساطة مواطن لا يحترم استغلال «الواسطة» لبلوغ الوظيفة التي تليق بقدراته وإمكاناته.

لنرجع للمواطن البسيط بحثا عن رؤيته التي سقنا بعض أمثلتها أعلاه٬ ولنأخذ حديث سمو الأمير كقاعدة للعمل المستقبلي وإن كنا قد أخطأنا في السابق، المهم ألا نكرر الخطأ ونلتزم توجيهات ولي الأمر سمو الأمير حفظه الله ورعاه.

إن المعادلة سهلة للغاية، حسن الاختيار يصنع النموذج الكويتي المفقود: فهل نستوعب أخطاء الأمس القريب لنبني سياسة تصحيحية تخلق لنا استراتيجية جديدة لغد أفضل؟ الله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك