مسفر النعيس يتحسر على عدم انطلاق عجلة التنمية في البلد رغم الوفرة المالية ويطالب بمنح الفرصة للشباب لرد الجميل

زاوية الكتاب

كتب 402 مشاهدات 0


                                            سوء إدارة وصراع أجيال
 
في بلد حباه الله بنعمة كبيرة، وبوفرة مالية وإرادات مرتفعة، وتتوافر فيه جميع مقومات النجاح الإداري والتجاري، وتتواجد فيه ديموقراطية وحرية صحافية، قد نستغرب كيف لا نراه يتطور ويجاري الدول المتقدمة في المنطقة ونتحسر على عدم انطلاق عجلته التي هاجمها الصدأ وأُتلفت جراء وقوفها فترة من زمن، وقد نتساءل لماذا هذا الجمود كله ولمصلحة من؟
لماذا يتعطل بلد وجيل كامل، لماذا لا تمنح الفرصة الحقيقية للشباب الكويتي لرد الجميل لبلده، ولماذا لا يتم الاعتماد عليه بشكل جدي؟ إنه التخبط وسوء الإدارة أو بالأحرى لنكن أكثر صراحة إنه صراع الأجيال. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، لأنه صراع بين جيل عاش فترة الحروب والتضامن العربي والقومية العربية وبين جيل يحاول جاهداً أن يجد له بصمة في تاريخ الدولة، ولكنه يعاني كثيراً فأصحاب القرار والمسؤولون لا يريدون التنازل عن كراسيهم ولا يعترفون بدورة الزمن ولا يعترفون بالمثل القائل لكل زمان دولة ورجال. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، فقد حان الوقت لأن تقول البلد لهؤلاء الرجال انتهى دوركم وكفيتم ووفيتم واتركوا الفرصة لغيركم، فالشباب الذين تجاوز بعضهم عتبة الأربعينات لديهم إبداعات وطرق إدارة وتخطيط واستراتيجيات تختلف عن الجيل السابق، فالعالم لا يعترف سوى بالتطور، والدول المتقدمة لم تصبح كذلك سوى بالتخطيط الجيد والاعتماد على الشباب والطرق العلمية الجديدة، فنحن في الوقت الحالي نعاني كثيراً من سوء إدارة واعتماد على الطرق القديمة، فالمسؤولون لا يواكبون التطور ولا تربطهم صلة به.
قد يقول البعض إننا نتجنى على بعض المسؤولين، وهذا غير صحيح، فما سنتطرق إليه هو بعض التخبط وسوء الإدارة التي تحدثنا عنها، وللأسف، مازالت موجودة، فعلى سبيل المثال، عندما يأتي وزير فإنه ينسف كل عمل الوزير السابق ويغيّر طاقم مكتبه ويلغي جميع خططه وبرامج عمله ويغير كل شيء ويبدأ من جديد، وكأنه في بلد جديد، بينما نجد الوزراء في الدول المتقدمة يبدأون من حيث انتهى سلفهم، ويحاولون أن ينجزوا خطة الدولة على أكمل وجه، وعند تسلم أحد المسؤولين منصبه الجديد نجده يهتم بالكماليات ويترك الأساسيات، فيهتم بتجديد مكتبه وسيارته وطاقمه ويترك الأساسيات فيكون مديراً بالاسم فقط، وتسير الإدارة على البركة، بل إن بعضهم لا يستغني عن بعض المستشارين العرب، وهذا دليل على سوء الإدارة وضعف الشخصية، إذ يصبح المدير بعدها خاتماً في إصبع مستشاره، فالتخطيط والتنظيم من أهم روافد الإدارة الناجحة، والتي نفتقدها في هذا البلد، للأسف الشديد، وذلك كله أتى من عدم الاعتماد على عنصر الشباب، وبسبب عدم تطبيق أبجديات التخطيط والإدارة في هذا البلد.
نقطة نظام:
تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك، حج مبرور وذنب مغفور، إن شاء الله.

مسفر النعيس
كاتب كويتي
[email protected]
 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك