هدى عواجي تهاجم الكتاب ورؤساء التحرير وتعتبر بأن الماشي هذه الأيام هي المقالات التي تكتب إلكترونيا

زاوية الكتاب

كتب 512 مشاهدات 0


أعمدة الراتب الشهري! 

كتب هدى عواجي : 

بائع الجرائد هندي الجنسية، يقف على ناصية الشارع كل يوم، حاملاً الجرائد كعادته كل يوم! لم أجده في هذا الصباح، بحثت عنه، لقد قام باستئجار دكان صغير لبيع الجرائد والمجلات عجباً! لم تؤثر عليه البورصة العالمية!
اشتريت منه الجريدة وقمت بتصفح سريع كعادتي، حتى حلّ بصري على صفحة المقالات، أعمدة عائمة في بحر أمواجه عالية، سطور كأسنان المشط، كلمات متراصة كخلية النحل، وجمل مكررة، انه فن جديد يدرج تحت عنوان «مقالات تجارية»، مقدمة راقصة و«ختامها مسك»؟ تفرض وجودها لأن التوقيع، لكاتب مشهور اعتاد الناس قراءة ما يرميه قلمه من شظايا «خالف تعرف».
سألت أحدهم ما رأيك في المقالات؟ قال: «المهم الصفحة الأولى وهي الأخبار والصفحة الأخيرة وهي الكاركاتير!.. «اننا يا أختي نسجل حضوراً» في قائمة المثقفين لأننا نقوم بقراءة الجرائد بشكل يومي» ابتسمت له... النواة هي البذرة التي فيها تكون الشجرة! إذن أين الكتابة التي تساهم في إحياء مجتمع ميت، وغرس الوعي الثقافي في عقول متجمدة؟ أين المقالات التي تغذي الروح؟
للأسف اهتم رؤساء التحرير والتابعون لهم بالمادة التي يرتفع بها عدد القراء، ويرتفع معها معدل الربح! وهي مقالات خالف تعرف، وأعمدة الراتب الشهري؟.. «الماشي هذه الأيام» مقالات تكتب الكترونياً وأخرى مكررة، جمل رتيبة الغرض منها «التفخيم» وذلك باستخدام كلمات غير متعارف عليها، كلمات غير دارجة في قاموس القارئ لا تخدم المقال بل تجعل منه مقالاً تجارياً، فيشعر القارئ بالملل، فيترك العمود تمثالاً للزينة فقط؟ لا تساهم تلك المقالات التجارية منها في حلحلة مشاكل وقضايا المجتمع بل تتناول مواضيع «ركيكة»، أو دعاية لروايات وكتب عالمية، لا تمت بصلة إلى واقعنا. فهناك قضايا مهمة بحاجة إلى تعرية وبحاجة إلى حل، فيجب أن يكون المقال بسيطاً، سلساً يستطيع القارئ من خلاله إيجاد الحلول لقضايا مهمة في مجتمعه، يجب أن يكون المقال قوياً، مترابطاً، متجدداً، بعيداً عن التصنع والتملق الذي يجعل العمود مسيساً، مقال البلاط كما يقول البعض لا أدعو إلى الكتابة البسيطة لغوياً، بل أدعو إلى الكتابة التي تلامس القلب، وتهتم بقضايا المجتمع، ومن خلالها ينظر إلى هموم المواطن، فالكتابة رسالة إنسانية يحملها كل صحافي وكل كاتب وصاحب قلم.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك