المدارس الحكومية في الكويت باعتقاد وائل الحساوي مختطفة
زاوية الكتابكتب فبراير 28, 2016, 12:28 ص 2643 مشاهدات 0
الراي
نسمات - أيهما أفضل.. التعليم الخاص أم العام؟
د. وائل الحساوي
في دراسة حللت مزايا التعليم في بريطانيا، نشرتها جريدة «القبس» بتاريخ 27/ 2/ 2016 خلصت الى ان تلامذة المدارس الخاصة افضل من الحكومية بمرحلتين تعليميتين وذلك حتى بلوغهم سن السادسة عشرة.
الحقيقة اننا كثيرا ما نتناقش حول هذا الموضوع وتكثر وجهات النظر المختلفة، ولكن مما لا شك فيه ان المدارس الحكومية في الكويت مختطفة، وان ممارسات الطلبة والمدرسين وادارة المدرسة افرغت التعليم العام من محتواه، فبالاضافة الى شكوى المنظمات الدولية من قصر العام الدراسي في الكويت وقلة ساعات الدراسة في المدارس الا ان هنالك من يتعمد تخريب التعليم عن طريق اعطاء الطلبة عطلا زيادة ليست من ضمن نظامهم الدراسي وتقليل ساعات الدراسة وإلغاء اجزاء من المنهج، ولنا ان نتساءل عن السر في فرض عطل دراسية في كل مناسبة يغيب بها الطلبة عن دواماتهم الرسمية يومين او ثلاثة ايام قبل وبعد عطلة اليوم الواحد؟!
وللاسف نجد ان المدرسين يشجعون الطلبة على الغياب عن المدرسة ويتساهلون معهم في التقييم ونجد بان درجات الطلبة تبلغ مستويات عالية مما لا ينعكس على المستوى الحقيقي للتحصيل الدراسي.
لقد عقدت جريدة «الراي» ندوة بتاريخ 31/ 3/ 2013 لنقاش نظام التعليم الثانوي الموحد، والذي تبينت فيه العيوب الكثيرة لذلك النظام وذلك بعد تجارب مريرة انتقل فيها النظام التربوي من النظام العام الى الثنائي (عام ومقررات) الى الموحد.
أخطر تقرير!!
وأصدر المجلس الاعلى للتخطيط في الكويت تقريرا شاملا نشرته جريدة «الجريدة» بتاريخ 1/ 2/ 2014 يبين تدني مستوى الطالب الكويتي كثيرا عن المتوسط السنوي العالمي بالرغم من ان نسبة الانفاق السنوي على الطالب في الكويت تفوق كثيرا بقية الدول بمقدار 11 ضعفا واضاف التقرير ان النظام التعليمي في السنوات الاخيرة شهد تراجعا في مستوياته ومكوناته مما يشير الى وجود ازمة حقيقية وبحسب التقرير فقد احتلت الكويت المرتبة 92 بين دول العالم على صعيد جودة التعليم الابتدائي، والمرتبة 75 على صعيد جودة التعليم الاساسي!
واشار التقرير الى ارتفاع نسبة الرسوب ونسبة التسرب، وضعف ارتباط التعليم باحتياجات سوق العمل كما خلصت الدراسة الى ان صفات القيادة في المدارس الحكومية ضعيفة وفشل المدارس في تطوير القوى العاملة الوطنية.
البعض يتهم المدارس الخاصة بالمبالغة في رسومها الدراسية وبالمبالغة في اعطاء الواجبات المدرسية للطلبة وهذا صحيح، ولا بد من تدخل حكومي لتصحيح تلك السلبيات ولكن لا يمكن مقارنة ذلك بسلبيات النظام الحكومي ومخرجاته المتدنية والتي يشهد بها كل من يعمل في مجال التعليم، ويظل نظام الدروس الخصوصية والاثقال التي يحملها الطالب يوميا الى المدرسة عاملا مشتركا بين التعليم الخاص والتعليم العام!
الخلاصة هي انه اذا كانت بريطانيا تشتكي من تعليمها العام فإن الواجب في الكويت ان نبكي على تعليمنا العام وان نعد العدة للتدخل الجراحي لإصلاحه قبل فوات الاوان!
تعليقات