المشهد الكويتي أصبح ممتلئاً بالثقوب الطائفية والقبلية.. برأي سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب فبراير 22, 2016, 11:35 م 566 مشاهدات 0
القبس
وتبقى الكويت..
سعاد فهد المعجل
تحلّ بعد غد الخميس ذكرى العيد الوطني الخامس والخمسين.. لتحتفل الكويت بعدها وفي يوم الجمعة الموافق 26 فبراير بالعيد الخامس والعشرين لتحرير الكويت!
ثلاثون عاماً تفصل بين التاريخين.. ولكن الاهم من السنوات وعددها.. يأتي في طبيعة الاحداث التي ميزت كل حقبة!
كانت حقبة ما بعد الاستقلال بداية لمرحلة جديدة دشنتها اجراءات قانونية ودستورية ودبلوماسية مهمة.. تصدرها المرسوم الأميري باجراء انتخابات عامة لمجلس تأسيسي يتولى اعداد دستور البلاد الذي تم انجازه خلال تسعة اشهر.. ثم تبع ذلك تغيير علم الكويت من اللون الاحمر الى لون عروبي تميزت به اغلبية الاعلام العربية.. وبعدها تم اختيار اول ممثلين منتخبين يمثلون الامة.. ليفتتح في ما بعد وفي 29 يناير 1963 المغفور له الشيخ عبدالله السالم اول مجلس أمة في تاريخ الكويت! حقبة الاستقلال تميزت كذلك باحتفالات وأغانٍ ومهرجانات وطنية لا يزال الصغار قبل الكبار يرددون شعاراتها وكلمات اغانيها.. فمن منا لا يتذكر اغنية «رفرف يا علم بلادي».. واغنية «يا ديرتي يا كويت».. و«يا دارنا يا دار» و«حب هذه الارض يسري في عروقي»، وغيرها الكثير مما لا يزال يصدح داخل قلوبنا ومشاعرنا!
وعلى الرغم مما شكّله غزو النظام العراقي السابق للكويت من ألم ومعاناة وتهجير وجرحى وشهداء، فإن حقبة ما بعد التحرير جاءت محبطة بشكل لا تزال تداعياته عالقة.. نلمسها في فساد مؤسسات وفساد مسؤولين وتضاعف عدد «الحرامية» وسراق المال العام وتراجع قيم المواطنة.. وتصاعد درجة القمع وكبت الحريات، حتى أصبح المشهد الكويتي اليوم ممتلئاً بالثقوب الطائفية والقبلية.. والتشرذم الفكري.. وغياب تلك الروح الجميلة التي أسرت العالم من أقصاه إلى أقصاه إبان شهور الغزو المريرة!
وبالطبع، فقد انعكس كل هذا على هوية وروح الاحتفال بمناسبة التحرير... فبعد أن أبكانا صوت عبدالكريم عبدالقادر في رائعته «وطن النهار» التي جاءت مع أول نسمات التحرير.. لم تعد تعلق بذاكرتنا أي من الأغاني الوطنية ولا «الأوبريتات» التي يتم إعدادها لهذه المناسبة.. أصبحت جميعها متشابهة في لحنها وأدائها وكلماتها! فالفن والغناء الوطني كان له هو الآخر نصيب من حلقة الفساد الدائرة في البلد.
ولكن يبقى الأمل مزروعاً في قلب المواطن.. هذا القلب الذي لم يغادره الأمل حتى في أكثر الأيام ظلمة وقتامة.. فمبروك لأهل الكويت عيد استقلالهم... ويوم تحريرهم.. وتبقى الكويت!
تعليقات