الساسة اتحدوا على المواطن لإعادة تربيته استهلاكيا.. برأي خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 67 مشاهدات 0


الأنباء

'حملة وأنفقوا'!

خلود عبدالله الخميس

 

اتحد الساسة، مجلسا وحكومة، في الكويت على المواطن لإعادة تربيته استهلاكيا، فمن مرحلة الرفاه إلى وقف الهدر في استخدام «مدعومات» الدولة له، لنستذكر فقط أن الدولة نفطية وغنية ولديها استثمارات حول العالم بالمليارات صمدت رغم السرقات، وتبنت الدولة حملة «ولا تسرفوا» لتقنين إنفاقها على الشعب.

كلام طيب، لكن ما نعرفه في سياسات ترشيد الإنفاق الحكومي أنها تنبع من خط دولة وخطة حكومة وبرلمان يجادل عن مصالح الشعب ومراحل تهيئة الفئة المستهدفة، فكيف إن كانت تلك الفئة شعبا كاملا؟!

القفز مثل «الكنغر» أسلوب الحياة في «السفاري» ولا يصلح لإدارة دولة وشعب محترم!

لا تستطيع أيها الوزير أن ترى رؤية «بترشيد ما» وتقرر أن تحققها وأنت على مائدة إفطارك تلتهم «التوست» والعسل والجبن والزيتون والبيض والحليب والشاي و«النسكافيه» والقهوة والماء الغازي وغير الغازي، ثم تتصل على صحافي «تمون عليه ومضبطه بكم سفرة وهدية وكاش» وتمرر له خبرا على لسان «مصدر رفيع» أن الحكومة قررت خفض الإنفاق الحكومي على المواطن، وتبدأ بمراقبة ردود الأفعال، «ما يصير»!

وبالطبع ستتبعك تصريحات المتخمين أمثالك «ثقلوا بالريوق وانتفخوا بالغازات» والمواطن «يا غافلين لكم الله» يفيق مثل «المقروص» جريا ليلحق بحرب الشوارع التي يمر بها يوميا ليصل إلى مقر عمله قطعة واحدة، بينما مركبته تقاوم «تفلع» الأسفلت المتطاير، وبعد التوقيع والبصمة تهل عليه الملفات، لكنه يدفعها ليقرأ الصحيفة مع كوب «الشاي بالحليب» الذي يتكرم به موظف الكانتين عليه «وربعه مندلق على الصحن» ليقرأ هراءك «ما يصير»!

يا دولة، يا سياسي، يا تنفيذي، يا عضو أمة، «ما يصير»!

السلطتان اتفقتا على أن «جيب المواطن سيمس» لا محالة في خطة اقتصادية عظيمة حبا بالوطن وولاء، لذلك أقترح على المواطن أن يسبقهما في الاثنين، فيقفز مثل «الكنغر» من مرحلة «عدم الإسراف» عبر حملة «ولا تسرفوا» إلى مشاركته في «الإنفاق» على الدولة عبر حملة «وأنفقوا»!

بأن يشتري كل رب أسرة «حصالة» ويختمها بالشمع الأحمر، يعني كلما دخلت بيتك يا مواطن، ضع 100 فلس فيها لدعم حملتك «وأنفقوا».

وستثبت أنك مواطن صالح سبق تفكير الحكومة من وقف الإسراف فيما تنفقه عليك الدولة إلى الإنفاق على الدولة!

ولما «تنترس الحصالات» تأتي سيارات الأمن الخاصة بالبنك المركزي تجمعها.

وأقترح أيضا أن تفتح «الحصالات» في احتفالية «طرب» في ستاد جابر ونعزم «غينيس»، «بعد صرنا نمون عليهم أكثر من عيالنا، تعالوا تعالوا، روحوا روحوا»!

تعالي يا «غينيس» سجلي للتاريخ: أن الكويت فيها أكبر عدد من «الحصالات» يجمع فيها الشعب فلوسا لدولته النفطية، ووثقي أن المواطن الكويتي أكبر «صيدة» في العالم! 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك