إيران.. وصناعة التأزيم - يكتب زايد الزيد
زاوية الكتابعن أي حقوق انسان يتحدثون ؟، الإعدامات سنويا وسجونها ملأى بأصحاب الرأي
كتب يناير 7, 2016, 9:09 ص 3970 مشاهدات 0
جاء موقف المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية، مع جمهورية إيران وسحب سفيرها من طهران واعتبار البعثة الدبلوماسية غير مرحب بها في المملكة مع مغادرتها خلال 48 ساعة، وما أعقب ذلك من وقف رحلات الطيران السعودية من وإلى إيران، نقول جاء الموقف في سياق طبيعي، بعد اعتداء سافر وصارخ ومناف لجميع المواثيق والعهود الدولية من اقتحام جموع كبيرة لسفارة المملكة في طهران وقبلها اقتحام قنصليتها في مشهد وسلب محتوياتها وتحطيمها، دون أدنى تحرك على المستوى الرسمي من قبل الحكومة في طهران، ما يؤكد الرضا التام لهذا الأمر غير الأخلاقي والمنافي للاعراف الدبلوماسية.
والحقيقة، ان إيران بتصرفاتها الهوجاء أقحمت نفسها في ما لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد، فتداعيات الأزمة يعود أصلها إلى حكم قضائي نُفذ بحق مواطن سعودي يحمل جنسية وجواز بلاده، ولذلك، عندما تقوم إيران، وبتصرفاتها الهوجاء وتحريك اتباعها داخل طهران وخارجها تجاه هذا الملف، وبتصريحات متواصلة على مدى الأيام الماضية بدءا من القيادة والمرشد والبرلمان والحرس الثوري وبيانات أخرى متتالية من شخصيات رسمية وشعبية، تظهر نفسها وكأنها دولة مسؤولة عن كل شيعي في اي مكان بالعالم وليس عن الإيرانيين، وهذا يناقض مفهوم الدولة القومية الحديثة المؤطرة بحدود جغرافية واضحة ويناقض بالتالي كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تؤكد سيادة الدول، وليس هذا بجديد على قادة طهران، حدث هذا من قبل في لبنان والبحرين والعراق، وتريد طهران ان يحدث ايضا في السعودية!!
واليوم، وأمام هذا الواقع، بات لزاما على طهران أن تعرف ان حدود تصرفاتها محددة فقط بحدودها الجغرافية، كما ان الموقف الاستفزازي الايراني الأخير يثير اشكالية في غاية الغرابة لدى ايران وعليها، فحديث قادة طهران عن وجوب ضرورة احترام دول المنطقة لحقوق الانسان هو حديث مضحك حد الشفقة، فسجل طهران في تصفية معارضي النظام مخجل إلى أبعد حد يمكن ان يتصوره انسان، فالاعدامات بالمئات سنويا، وسجونها ملأى بأصحاب الرأي، أما الأقليات فحقوق أفرادها مهدرة بشكل مقزز، فعن أي حقوق انسان يتحدث عنها قادة طهران، حينما يتحدثون عن السعودية والبحرين؟ كما ان الموقف الايراني من دعم النظام الوحشي في دمشق يعد وصمة عار لايمكن ان يمحوها الزمن .
بقي أن نقول: ان ايران أصبحت محترفة في صناعة لعبة التأزيم في الإقليم، وأكثر من سيدفع ثمن هذا العبث وتبعات هذه اللعبة هو الشعب الايراني المغلوب على أمره أولا وشعوب دول المنطقة تاليا.
تعليقات