عن وجوب الدعوة لتكريس الأخوة الإسلامية.. يكتب خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب يناير 7, 2016, منتصف الليل 621 مشاهدات 0
السياسة
حوارات - الأخوة الإسلامية تدحر مشروع الفتنة الطائفية
د. خالد عايد الجنفاوي
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات 10). كتبت في مقال نشر سابقاً في هذه الصفحة: «ما يجمعنا مع إخوتنا الذين ينتمون لطوائف إسلامية مختلفة أكثر مما يفرقنا، فمبادئنا الأخلاقية واحدة، وتوجهاتنا الروحية واحدة، ونظرتنا الاسلامية متطابقة تماماً، وما يختلف في ذلك طريقة ممارستنا لبعض شؤون حياتنا الروحية، وما يجمعنا كمسلمين أكثر وأعمق وأرسخ مما يمكن أن يفرقنا، فمصيرنا واحد وهدفنا التاريخي, واحد لم يتغير, ويتمثل في تحقيق الأخوة الاسلامية في عالم متغير ومليء بالصراعات المدمرة». أعترف أنني أميل غالب الوقت إلى إعمال العقل والمنطق في قراءة غالبية ما يجري حولي من أحداث، فما هو عقلاني ومنطقي بالنسبة لي على الأقل هو التالي: أهم أهداف الحياة الاسلامية المثالية وفق فقه كل المذاهب هو الدعوة للوحدة والتقريب والوفاق بين عامة المسلمين بمختلف ميولهم الفكرية وانتماءاتهم العرقية والثقافية، ولذلك فمن يؤمن بوجوب الدعوة لتكريس الأخوة الإسلامية في عالم اليوم هو من سيأخذ على نفسه مسؤولية الدعوة لتآخي وتآلف المسلمين, بينما يستند في دعوته نحو ترسيخ الأخوة الإسلامية على القرآن الكريم بما يزخر به من آيات كثيرة تدعو الإنسان المسلم للحفاظ على حرمة دماء المسلمين, وتدعو لأخوتهم ومحبتهم فيما بينهم. وإذا كان القرآن الكريم هو الركيزة الأخلاقية الأساسية التي يستند عليها المسلمون في كل بقاع الأرض, فمن المفترض أن يصبح هدفهم الروحي الأهم دعوة أشقائهم وأهلهم وأبناء جلدتهم الدينية للتقرب فيما بينهم, وإلى ترفع بعضهم عن الانغماس في بعض الخلافات الهامشية التي تفرق الناس ولا تجمعهم. أثبت التاريخ أنّ خطابات الفرقة والتناحر الطائفي بين أبناء الدين الواحد أتت عليهم بويلات الفتن والحروب والنزاعات الطاحنة التي خسر فيها كل من شارك فيها وكل من كان يدعو لتفريق كلمة المؤمنين. من يؤمن بأخوة الإيمان سيبذل كل جهد إيجابي لديه لمواجهة خطاب الفتنة الطائفية بخطاب الأخوة الإسلامية، فما سيجمع كلمتنا كمسلمين هو ميلنا الطبيعي نحو التقارب مع بعضنا بعضا بسبب تشاركنا في الدين والأخلاق والثقافة الاسلامية. من يتفكر في ما يحدث في عالم اليوم لن يغيب عنه وجود مشاريع شيطانية يهدف القائمون عليها لبث الفتنة والفرقة بين أبناء أمة الإسلام، وكفرد مسلم سأرفض على الدوام الانجرار خلفها، فلا أتمنى مقابلة ربي وفي قلبي ذرة كره ضد أخي المسلم الآخر.
تعليقات