كبرت 'رقعة' ثوب إيران فانكشفت عورتها!.. بقلم خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 1212 مشاهدات 0


الأنباء

كبرت 'رقعة' ثوب إيران فانكشفت عورتها!

خلود عبدالله الخميس

 

لم تتح طهران فسحة لإحسان الظن والديبلوماسية وهي تتعامل مع العالم كله على أنه شأنها الداخلي وتتصرف فيه كما تشاء ويتلاءم مع سياساتها التوسعية والعدائية.

كيف توسعية وعدائية؟!

ليس ذلك افتراء، فهي تتحكم في لبنان عبر حزب الله وهي دولة مستقلة وعضو في المجتمع الدولي، وتحكم العراق منذ ثلاثة عشر عاما عبر حكومة طائفية تضطهد مكونا رئيسيا في المجتمع هم أهل السنة وتستبعدهم من مناصب الدولة والجيش والشرطة وغيرها، وهي دولة مستقلة وعضو في المجتمع الدولي، وتريد السيطرة على سورية بالتدخل المباشر في القتال ضد الثوار السوريين بعد أن أسمت أهل البلد إرهابيين عبر الحرس الثوري والباسيج ،وهي دولة مستقلة وعضو في المجتمع الدولي، وتثير النعرات الطائفية في البحرين بإمداد الشيعة بالقوة المعنوية والدعم السياسي ليقوض المجتمع ومؤسسات الدولة بدعوى «الدفاع عن حقوق الشيعة» وهي دولة مستقلة وعضو في المجتمع الدولي، ودمرت اليمن بنصرتها للحوثيين وعينها على نشر التوتر في السعودية بخلخلة أمن حدودها وتحريض الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية على الفوضى والخروج على النظام العام، أما في الكويت فلها أيادي إرهاب لا تعد ولا تحصى حتى طالت أعلى هرم القيادة السياسية، أمير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، بمحاولة اغتياله.

إيران تزج بالمال والسلاح والرجال والتدريب العسكري السري والفرشة الديبلوماسية لتحقق «أحلام اليقظة» ولكن هيهات.

البعض ينظر إلى الخلاف الإيراني ـ العربي على أنه (قومي - سياسي) وأنا أراه (قوميا - عقديا)، ولكنه ليس ضد العرب فحسب بل ضد كل قومية أخرى غير فارس، وتاريخ العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية في فارس يحكي كثيرا من أصل النزاع الذي ارتدى عمامة التشيع بغرض قومي بحت، ومع الوقت استخدم التشيع لدفع العامة في محرقة النزاعات الهادفة لإعلاء القومية الفارسية وللسيطرة الاقتصادية على منطقة الشرق الأوسط.

لن أعدد تاريخ إيران في منهجية إرهاب الدولة التي مارستها عبر ميليشياتها التي تدعمها في العالم، ولكن سأتناول الحلول التي قلما نظر إليها المحللون في سياق اشتعال الأزمات وعلو صوت الغوغائية حين الخلاف، وتراجع صوت العقلانية.

إيران دولة، ومشكلتها أنها تتصرف بأسلوب العصابات، وهنا تأتي الأزمة وتتفاقم في كل مرة، وتنتهي باعتذار إيران وتراجعها تكتيكيا لا قناعة بخطئها.

حزب الله، فيلق بدر، الحشد الشعبي، وما خفي أعظم من الجماعات الإرهابية المرتزقة التي تمولها إيران لخدمة أجندتها في العالم، بصرف النظر عن دين تلك الجماعات وتوجهاتها واختلافها واتفاقها معها، بل ما دامت تتفق ولو ببند واحد يتلاءم مع سياسات إيران غير المعلنة، فهي تسندها بالمال والسلاح والعون اللوجستي لتنفيذ مهامها.

دائما لدى إيران أجندة مخفية، وهذه ليست بديبلوماسية، وأمر لا يتلاءم مع إدارة دولة، بل تليق بقطاع الطرق الذين قررت مجموعة منهم بعد سرقة «دسمة» الانقلاب على مجموعة أخرى، منهم أيضا، لنهب حصتهم!

الدول لها «برستيج» دولي، يجب أن تحافظ عليه لتكسب الاحترام والهيبة، ولا يمكن أن يحترم المجتمع العالمي أو الشعوب إيران التي تعلق شعبها على الرافعات عند إعدامه عِبرة وتنكيلا وإرهابا، وتنتقد في الوقت ذاته إعداما غير منشور حفظا لحرمة الموتى، عند دول جارة، ولمن استنكر فعل «الرافعات التي تحمل بشرا» تقول إيران إن هذا شأن داخلي، بينما تتدخل في لبنان والعراق وسورية والبحرين واليمن والكويت، وقائمة لا تحصى، وكأن العالم كله شأنها الداخلي!

إيران تضطر الجميع الى أن يعاملوها كجار سوء، بخرقها كافة المواثيق والمعاهدات بالتعدي على شؤون الدول الداخلية بالقوة لتدعم مشروعها، ومشروعها معروف وسياساتها الهجومية واضحة ولا حل سوى بالعقوبات بقطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية، وحشد الرأي العام الدولي لإيقاع تلك العقوبات على السلطة والحكومة وأذرعها، لأن الضرر غالبا لا يمس الكبراء بل يلحق بالشعب الإيراني الذي أفقرته دولة لا تخاف الله وجعلته يعيش كفافا.

وضعت القوانين الدولية منذ أن حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها ليعيش سكان الكرة الأرضية بسلم وأمان وبلا حروب، هذا المعلن من بنود المواثيق، فمتى وبعد نصف قرن ويزيد ستطبق تلك القوانين لنحيا بلا اقتتال فعلا؟!

أظن أننا في مرحلة مهمة بعد أن أثبتت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلا في تحقيق أهدافهما الإنسانية، لإعادة درس تلك القوانين وتغيير المواثيق التأسيسية لها، والاتفاق على نسف المنظومة الدولية التي تتحكم بسير العالم عبرهما، إلى جديدة يشارك فيها العالم الإسلامي الذي يمثل ثلث سكان الأرض.

غير الحلول الجذرية لن تلتزم إيران أو غيرها من الدول التي تمارس إرهاب الدول حدها، وسيبقى كل شيء في عداد الترقيع، وكبرت رقعة ثوب إيران حتى صار تغييره كله واجبا لستر عورتها. 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك